من أصعب المواقف التي يتعرض لها أي فريق في العالم أن يكون مرشحاً لكسب مباراة هامة وحاسمة ونهائية، وهذا ما تعرض له فريق الاتحاد الكروي في مباراته أمام الأهلي، فالغالبية كانت ترشح العميد للفوز بالذهب وهذا الترشيح كان يمكن أن يسقط الفريق المرعب لو لم يكن لديه إدارة واعية ومدرب داهية بحجم كندينيو..
فالاتحاد الذي وجد نفسه أمام منافسه في عراك على الكأس الغالية في ظروف مشابهة لنهائي عام 1398هـ كان يخشى عشاقه ان تتكرر تفاصيل ذلك النهائي لو لم يكن اللاعبون مختلفين والإدارة مختلفة والمدرب مختلفا، وأقصد هنا الاختلاف في نوعية التعامل مع الأحداث والاعداد لها ومواجهتها بأسلوب واقعي يجلب الفوز ويحفظ للأفضل أفضليته خارج الميدان وداخله.
الاتحاد في هذا النهائي أكد من جديد انه فريق ثقيل ومتعوب عليه، وانه قادر على التهام المزيد من الألقاب والكؤوس.. الاتحاد كما ظهر أمام الأهلي كان يلعب بثقة.. بهدوء، وان كان بعض لاعبيه بالغوا في الثقة التي حرمت الفريق زيادة نسبة التسجيل، وبالذات الفرص السهلة التي تهيأت لمرزوق وتكر وشيكو.
الاتحاد بفريقه الذهبي الجديد يتميز بكثرة النجوم وصغر سن البارزين منهم، ويتمتع بوجود مدرب خبير وقدير يعرف ماذا يفعل ومتى يتدخل، ومَن من الأسماء يحتاجها في المباريات، بل ان الاخطاء التي يرتكبها لاعبوه في منتصف الميدان تبدو بتعليمات المدرب نفسه، وهي وللحق (فاولات) تكتيكية تسجل للمدرب لا ضده، وتساعد الفريق على تحقيق أهدافه وفق القانون.
في هذا النهائي كان الفائز الأكبر رئيس الاتحاد المثير منصور البلوي الذي كان سيتعرض للهجوم من كل جانب لو خسر، فالمتربصون كثر، وهذه بالطبع ضريبة النجاح وخطف الأضواء بالعمل المستمر الذي كان نتيجته هذا الفريق الكبير والمتميز بالنجوم الكبار الذين يستحقون الثناء، ويستحقون أن تزحف جماهيرهم خلفهم من جدة للرياض ليقدموا لهم الذهب..
مبروك لكل الاتحاديين كأس الذهب الذي استحقه العميد بكل جدارة (وهاردلك) للأهلي الذي خسر بشرف، ولا يضيره ان يخسر من فريق كبير قدم كل فنون الكرة.
| 
