إن من سمات التطور والارتقاء داخل المجتمعات هو وجود مصطلح (الاختلاف). وقديماً قالت العرب: (لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع).. ودرجات التطور والارتقاء تختلف بحسب نوعية الاختلاف وتفاوته ونتائجه العامة. وقد لفت نظري ما تطرحه (الجزيرة) بين الفينة والأخرى حول موضوع الأدب الشعبي كما يسميه البعض ومدى انتشاره وجماهيريته. وفي المقابل انخفاض ملحوظ في الأدب العربي دراسة واهتماماً من قِبَل شريحة كبرى في المجتمع السعودي.
ومن خلال تناول القسم الشعري العامي نجد أن متخصصي الأدب واللغة في الجامعات يقللون من قيمة هذا الشعر، وهو لا ينبغي أن يكون.. في الحقيقة ومع الأسف ينجرف هؤلاء المناوئون للشعر الشعبي في كثير من الأحايين معه سواء بالحضور للأمسيات أو البرامج أو غيرها، مع قناعتهم المطلقة بأن الأدب العربي الفصيح هو ما يجب الاهتمام به ومتابعته وتسليط الأضواء عليه.حقاً إنها مفارقة غريبة وعجيبة ينبغي على مَن يمثل الصورة الأدبية لدينا أن يكون القدوة المثلى في سبيل الحفاظ على الموروث الأدبي الفصيح.
عبدالرحمن بن حامد الرحيمي |