قرأت ما كتبته الأخت طيف أحمد حول معاناة المعلمين ومدى أهمية الرسالة التي يحملونها، وقد طرحت الأخت طيف عدة قضايا وأوضحت مدى معاناة المعلمين بما تتطلبه منهم التربية والتعليم من جهدٍ يعود بالفائدة على أبنائنا الطلاب وقد أصابت الأخت طيف في طرحها.
كما أنني قرأت ما كتبه الأستاذ سعيد السعيد المدير بالمتوسطة الأولى بمحافظة عفيف معقّباً على ما كتبته الأخت طيف فأقول للأستاذ سعيد: إذا كانت نظرتك بأن عمل المعلم هو التحضير وإعداد السجلات وكتابة الأسئلة فقط، فعلى العملية التربوية السلام، فحسب ما فهمت من مقالتك بأنك لا تتابع معلميك إلا بالتحضير وسجل المتابعة وكتابة الأسئلة فقط, ولا تهتم أو تشجع أو تطلب من المعلمين القيام بالنشاطات المدرسية المهمة الأخرى فأقول لك يا أستاذي العزيز: لو كان عمل كل معلم يقتصر على التحضير وكتابة الأسئلة فقط لانهارت العملية التربوية والتعليمية في بلادنا، كما أنك قللت من حجم العمل الذي يقوم به المعلم وما يلقاه من تعب ومعاناة داخل المدرسة، عزيزي: ألم تشعر بمدى معاناة المعلم داخل الحصة وما يقوم به من شرح وسرد ومناقشة وتصحيح لدفاتر الطلاب وكتبهم وهذا الموقف يتكرر أربع أو خمس مرات في اليوم الدراسي الواحد، ألم تشعر بما يقوم به المعلم من جهدٍ في إعداد وتحضير الوسائل التعليمية التي قد تكلفه مبلغاً مادياً لتوفيرها إذا لم تقم المدرسة بتوفيرها، ألم تشعر بمدى معاناة المعلم أثناء القيام بالأنشطة المدرسية المختلفة من مسابقات وجماعات مدرسية.
ألم تشعر بمدى معاناة المعلمين أثناء الاختبارات وما تتطلبه من جهد وتعب إلى أن تنتهي الاختبارات وتتم عملية تسليم النتائج على الطلاب ألم تشعر بمدى معاناة المعلمين داخل المدرسة من حيث متابعة الطلاب ومتابعة مشاكلهم بالإضافة إلى ما يقوم به المعلمون من الإشراف على ضبط النظام بالمدرسة والمناوبة والإذاعة المدرسية ومتابعة الطلاب في كل صغيرة وكبيرة لتكون المدرسة بذلك هي البيت الثاني للطالب.. ألم تشعر بمدى معاناة المعلمين مع أولياء أمور طلابهم للرد على استفساراتهم عن أبنائهم وتقديم المشورة لهم بما يخدم أبناءهم، ألم تشعر بمدى معاناة بعض المعلمين الذين لديهم نصاب كامل من الحصص ومع هذا تجدهم مكلفين ببعض الأعمال المدرسية كالإشراف على الحاسب الآلي أو الإذاعة المدرسية والمكتبة أو النشاط بسبب عدم توفر العدد الكافي من المعلمين بالمدرسة مما يضطر هؤلاء المعلمون للقيام بتلك الأعمال لخدمة الطلاب والمدرسة، ألا تعلم أن المعلم ليس لديه سوى أسبوع واحد فقط في الفصل الدراسي الواحد كإجازة اضطرارية وقد تحسب له وقد لا تحسب له حسب الظروف، كما أن إجازة نهاية العام الدراسي قد تقلصت ونقصت تدريجياً ولم تعد كالسابق.
وفي الختام أقول للأستاذ سعيد راجع نفسك وراجع سياسة عملك في مدرستك، فالمدرسة والطلاب يحتاجون منك ومن معلميك الشيء الكثير الذي يفوق مجرد التحضير وإعداد الأسئلة وشكراً.
فايز ظاهر الشراري/الجوف - طبرجل |