يا للبشائر من سبيل دامٍ
طلعتْ تُصدِّق وثبة الإقدامِ
لا تأسفنَّ! فقد رَبحْتَ وفُزْتَ في
ما كدْتَ تخرجُ من أبرِّ عبَادةٍ
حتى هَرَعْتَ إلى أعزِّ وسامِ
ونَثَرْتَ في الفجرِ المنوّر من دمٍ
حُر لِتُشرِقَ زهوةُ الأحلامِ
والفجرُ! يا لَلْفجْرِ دفقةُ نوره
خفْقُ الدّماء وعزْمةُ الإلهامِ
شُعلُ الدِّماء تضيء كلَّ ثنيّة
وتُزيلُ كُلُّ ظلامة وظلامِ
وكأنما فجْرٌ أطلّ وأقبلتْ
منه زحوف كتائبٍ وخيامِ
عبقٌ! ونشرُ المسْك منْ أنفاسهِ
ورفيفُ أنداء وظلُّ غمامِ
وحنينُ أفئدة تظلِّلُ موْكباً
يسعى إلى خلْدٍ وطيب مقامِ
ورفيفُ أجنحة الطيور كأنها
ذُهِلتْ لمصرعه وشدْوُ حمامِ
والرّوضُ والزهْرُ المفوّحُ والنّدى
يا لوعةَ الأنداء والأنسامِ
يسْرِي النسيمُ بها على كلّ الرّبا
فتُعيدُ من حزن ومن آلامِ