Sunday 28th March,200411504العددالأحد 7 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رثاء في الشيخ ياسين «رحمه الله » رثاء في الشيخ ياسين «رحمه الله »
د.عدنان علي رضا النحوي



يا للبشائر من سبيل دامٍ
طلعتْ تُصدِّق وثبة الإقدامِ
لا تأسفنَّ! فقد رَبحْتَ وفُزْتَ في
ما كدْتَ تخرجُ من أبرِّ عبَادةٍ
حتى هَرَعْتَ إلى أعزِّ وسامِ
ونَثَرْتَ في الفجرِ المنوّر من دمٍ
حُر لِتُشرِقَ زهوةُ الأحلامِ
والفجرُ! يا لَلْفجْرِ دفقةُ نوره
خفْقُ الدّماء وعزْمةُ الإلهامِ
شُعلُ الدِّماء تضيء كلَّ ثنيّة
وتُزيلُ كُلُّ ظلامة وظلامِ
وكأنما فجْرٌ أطلّ وأقبلتْ
منه زحوف كتائبٍ وخيامِ
عبقٌ! ونشرُ المسْك منْ أنفاسهِ
ورفيفُ أنداء وظلُّ غمامِ
وحنينُ أفئدة تظلِّلُ موْكباً
يسعى إلى خلْدٍ وطيب مقامِ
ورفيفُ أجنحة الطيور كأنها
ذُهِلتْ لمصرعه وشدْوُ حمامِ
والرّوضُ والزهْرُ المفوّحُ والنّدى
يا لوعةَ الأنداء والأنسامِ
يسْرِي النسيمُ بها على كلّ الرّبا
فتُعيدُ من حزن ومن آلامِ

***


ياسينُ! صبرك والرّدى مترصّدٌ
قدَراً وسنّة خالقٍ عَلامِ
يُوفي به الرّحمنُ أجْر الصّابر
ينَ نعيمَ جنات وصدق سلامِ
ويرُدُّ حشدَ المجرمين لمهلك
نار تأجّجُ أو لهيب ضرامِ
زعموا بأنّكَ مُقْعَدٌ يا ويْحَهمْ
المُقْعَدون هُمُ وجمعُ نيامِ
فَزَعوا إلى عَرَضٍ فأقْعد عزمَهم
ذلُّ التنافس في رخيص حطامِ

***


إنّي لأعْجب أن يهبَّ إلى الرّدى
نفرٌ ويَنْأى الحشدُ من أقوامِ
عجَباً كأن مرابع الأقصى قض
يّةُ عُصبةٍ فيه وأهلِ خيامِ
عجباً! وما زال الدّويُّ مُرَجّعاً
منْ ساحه شكْوى وطُولُ ملامِ
أبِكلِّ يومٍ صرخةٌ دوّت بها الأ
شْلاء تُنْثرُ أو جريحٌ دامِ
ومن الثكالى رُوِّعتْ بفقيدها
ومن الرضيع وصيحة الأيتامِ
دوّى النّداءُ وزلزل الآفاق! هَلْ
مُصْغٍ يُجيبُ ويقظةٌ لنيامِ
تَهْوي العَمائر والكبودُ تقطّعت
والنّاس بين تشرُّدٍ وخيامِ
عجباً أتنْتفض الحجارة والرُّبا
وتغيب عنها نخوةُ الأرحامِ ؟!

***


أين السبيلُ؟! فهل لأجل دُويْلَةٍ
خُنقتْ تَثور مطامع الأقوامِ
أين السبيلُ؟! وهلْ يُقَرُّ الغاصبو
ن وأيُّ نَهْج يرتجى لسلامِ
كيف التنازلُ والرّبا خفّاقةٌ
ودمٌ تفجَّرَ والقلوب دوامي
وطُيوف تاريخ ووحيُ نبوّةٍ
وجَلالُ إسراءِ وعزّ مقامِ

***


أنا لستُ منْ يَبْكي الشّهيد فإنَّه
حيّ بِدارِ كرَامَةٍ وكِرامِ
أبْكي عَلى الموتى تَدُبُّ جُموعُهُمْ
يَحْيَوْنَ في دُنيا وشرِّ مُقَامِ
فُرِحوا بِزُخْرفِها وهَامُوا حَوْلَها
يا شرَّ زُخْرُفها وشَرَّ هُيامِ
أبكي على المِلْيارِ ! ما بَيْن الذّي
نَ قَضَوا عَلى خدَرٍ وبَيْنَ نِيامِ
التَََّائهينَ عَلى الدُّروبِ تَسُوقُهُمْ
صُورٌ من الأحْلامِ والأوْهامِ
مُتَفَرِّقِينَ مُمَزَّقينَ كأنَّهم
قِطَعٌ مِنَ الأغْنامِ والأنْعامِ
غابُوا بِنَفْخَة عَابِرٍ فَكأنْهم
أَضْحَوْا هَبَاءَ رَمادَةٍ ورِغامِ

***


لهفي عليك أُخيّ أحمدُ! لم يزلْ
دربُ الجهاد على لظى وضِرامِ
منْ كُلِّ وثّاب لملحمة الجها
دِ وصابرٍ مستبسل وعصامِ
فعسى يَضُمُّ المؤمنين سبيلُها
في أمة نهضتْ وصدْقِ وئامِ
صفّاً توثّقه العُرا! وولاؤه
لله صفوُ وفائه ودِعامِ

***


فَاهْنَأْ أُخَيَّ فَقَدْ رَبِحْتَ مَعَ الَّذِي
نَ قَضَوْا بِجَنْبِكَ فِي وَفَاءٍ دَامِ
تَمْضُونَ لِلْحُسْنَى بِفَضْلِ اللهِ نُعْ
مَى أَشْرَقَتْ لِمُصَدِّقٍ قَوَّامِ
يَا رَبِّ فَارْحَمْهُمْ وَوَسِّعْ قَبْرَهُمْ
رَوْضًا مُنَدَّى فِي هُدًى وَسَلامِ
وَاجْزِ الَّذِينَ سَعُوا إِلَيْكَ! قُلُوبُهُمْ
خَفَقَتْ لِمَطْلِعِ جَنَّةٍ وَمَقَامِ
يَغْفُو عَلَيْكُمْ مِنْ عَلِيلِ نَسَائِمٍ
وَرَفِيفُ أَنْدَاءٍ وَصِدْقُ سَلامِ
ودُعَاءُ أَبْرَارٍ تَسَابَقَ جَمْعُهُمْ
لِتَوَاثُبٍ وَشَهَادَةٍ وَزِحَامِ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved