معادن الرجال تصقلها التجارب، وتؤكد صلابتها الخطوب،ويزداد بريقها عندما تشرئب نحوها التطلعات ، والنظرة الثاقبة تزرع الخطوة الواثقة دون ريب، ولذا قال الحكماء: إن العالم يفسح الطريق للرجل الذي يعلم الى أين هو ذاهب، وهكذا كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران المفتش العام في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد أن رعى الحفل السنوي لجائزة الملك فيصل العالمية السادسة والعشرين التي أقيمت في قاعة الاحتفالات في فندق الفيصلية بالرياض نيابة عن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رعاه الله - فقد بدا سموه واثقاً غير متردد حيث تحدث حديثاً من القلب، بشفافية وأجاب بثقة وإيمان ومسؤولية عن أسئلة الأخوة المشتغلين بالصحافة، وكان حديثه شاملاً جامعا تطرق فيه ومن خلال اهتمامه بجائزة الملك فيصل العالمية الى أهم الأمور المتعلقة بالتوجهات الوطنية والسياسية والإنسانية والعلمية في ظل الظروف المحدقة بالعالم.
كان سموه دقيقاً في اجاباته، وحريصاً على الشفافية، وصريحاً وشجاعاً.. فقد أجاب عن اسئلة كثيرة تناولت أهم ما يشغل بال المواطن السعودي في شؤون حياته ومعاشه، سواء على ساحة الوطن أو حول سياسة المملكة محلياً وعالمياً، أو ما يتعرض له الوطن من ضغوط وعمليات ارهابية تستهدف الأبرياء، وعن الإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذا الصدد، ومن الملفت ان سمو الأمير سلطان رحب بالأسئلة وأجاب عنها بصدر رحب وبعبارات حاسمة ودقيقة وواثقة.. وهكذا تستقيم العلاقة بين الراعي والرعية عندما تتواصل القلوب على دروب الإيمان ولخير الجميع.
وفي هذه العجالة أحاول ان التقط بعض اشارات من حديث سلطان الخير هي علامات خير، وبشائر نور مازالت رجالات المملكة الاماجد يتوارثونها كريم صفات، وجزيل عطاءات، ويتفانون في خدمة الدين الحنيف، ويقيمون سياج الإيمان منطلقاً لكل تحرك وعلى هدي الكتاب الكريم والسنة المشرفة.. منذ أسس بنيان هذه المملكة صقرها المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، وأطايب نسله كابراً من كابراً وصولاً الى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، كلها أفاعيل خير ومواقف عطاء تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
وفي جواب عن سؤال حول القضاء على الارهاب قال سموه: تلك الظاهرة العابرة الغريبة على مجتمعنا وأخلاقنا، ثم أثنى على دول رجال الأمن في التصدي لهذه الظاهرة، لتبرز بعد ذلك شفافيته عندما أعلن أن النسبة في القضاء على الارهاب بلغت 80% ومن خلال هذا الجواب توجه سموه بدعوة مخلصة الى الذين ضللوا للعودة الى جادة الرشد والدولة الرشيدة ستنظر اليهم نظرة رحمة.. وان رجال الأمن يقومون بواجباتهم على اكمل وجه من منطلق حبهم للوطن وبدافع إيمانهم بعقيدتهم والا أحد غير السعوديين يستطيع ان يتصدى لهذا الأمر، واعلن سموه أن العلاقات السعودية في سياستها الخارجية تقوم على الاحترام المتبادل وجيدة مع كل دول العالم عدا إسرائيل.وفي معرض ردّ سموه على سؤال حول احتمال ان تصنف جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام (وسط ما نتابعه من ظلم) بأنها دعم للارهاب؟
أجاب سموه: إذا كانت خدمة الإسلام وخدمة اللغة العربية وخدمة الطب يمكن أن تصنف بالارهاب فنحن ارهابيون.. جواب شجاع يزرع الغصة في حلوق من يلقي الشبهات ضد ديننا الحنيف، والأمير سلطان حين يطير رسالة الى العالم واضحة الملامح حول حقيقة الخطوات التي تنتهجها المملكة خدمة لدين الله، فإنما يحثنا بذلك على أن يكون فهمنا لهذه الخطوات رشيداً بما يكفل نجاحها بإذن الله.
وفي شأن آخر أشار سلطان العطاء في لفتة كريمة، ونظرة متفائلة من أرض ثقة وفي تطلع لعمل دؤوب الى ان المملكة تسير بخطوات حثيثة نحو (سعودة) الأداء في المملكة في مناحي الخدمات بأشكالها فقد قال سموه: إن (السعودة) مطلب وطني وليس حكومياً وكل إنسان سعودي يجيد من العلم ، عليه العمل في القطاع الخاص أو القطاع العام، كما أجاب سموه عما يتعلق بمسألة التأهيل والاستيعاب العلمي والمعرفي، وضخ مؤسسات الدولة بعناصر متخصصة إذ قال:(صدرت مؤخراً قرارات بإنشاء 22 كلية مهنية و33 معهداً فنياً لاستيعاب 10 آلاف شاب يمضون مدة 3 أشهر للتدريب والتأهيل العسكري و9 أشهر للتدريب المهني ولهم الخيار في الاستمرار في القطاع العسكري وانه خلال سنوات قليلة سيتخرج أكثر من 90 ألف شاب، وقد رصد مبلغ 4000 مليون ريال لهذا الموضوع.وفي سؤال يشتمل على تساؤلات كثيرة حول الاصلاحات وقيام لجنة حقوق الإنسان ، هل كانت بسبب غوط خارجية ؟
قال الأمير الفارس سلطان بن عبدالعزيز: إنها انشئت من تعاليم ديننا الحنيف ولصالح المواطن، وهي لخدمة المظلوم.. ولن تعمل لخدمة الظالم، وفي سؤال مهم يتعلق بالمرأة السعودية أجاب سمو الأمير سلطان بوضوح بأن المرأة السعودية لها دروها المهم بالمشاركة في بناء المجتمع السعودي الحديث وانها الان تخطو حثيثاً في مجالات كثيرة سياسية واجتماعية وخدماتية وتأهيلية مع اهتمام الدولة بأن تبقى محافظة على كونها امرأة لها الكرامة وفي إطار تعاليم الشريعة بما يحفظ لها حقوقها الإنسانية والاجتماعية.وهكذا وضع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في اللقاء الصحفي النقاط على الحروف في مواضعها الصحيحة، وأطلع كامل المجتمع السعودي على الصورة الحقيقية والصادقة والصريحة التي تهم الافراد والمؤسسات، فكان لحديثه المهم الصدى الواسع على المستوى المحلي والعربي والعالمي، موضحاً بدقة سياسة المملكة الخارجية والداخلية، مكملاً بذلك المرجو والهدف السامي من إقامة جائزة الملك فيصل العالمية، كما نوه بالتقدير الى ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز من أجل تحقيق أهداف الجائزة.. والى كل من له جهد كريم في نجاح هذا التوجه، وفي نهاية اللقاء الكريم بين الراعي والرعية غادر سموه صالة الاحتفالات، محملاً بحب الناس ودعواتهم القلبية، ومودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم تليق بسموه.إن هذه اللقاءات التي تحقق التواصل والتلاحم بين أركان الحكومة والشعب لتؤكد على صفاء النيات وصدق التوجه للعمل معاً جنباً الى جنب لخير هذه الأمة، ولرفعة الدين، ولا نملك إلا ان نرفع أكف الضراعة سائلين العلي القدير ان يجزل عطاءه حكمة وصحة وسعادة لقيادتنا الرشيدة ملكاً وولي عهد وأمير خير وفرسان عطاء وعمل من أجل نصرة الدين، وتحقيق المساواة والعدل انه السميع القادر البصير.
الرياض - فاكس 014803452
|