مازلت أكتب وأتحدث في كل مرة عن التربية وأنها الأساس، والأساس يبدأ من المنزل الذي هو عماد كل شيء.
وانك لتتعجب عندما تنظر إلى اولئك الفتية وهم يتجولون في المتجر ويقلّبون، بضاعته، وتعبث ايديهم بالأشياء.!
واتساءل: ما الذي دفعهم إلى مد أيديهم وأعني (السرقة).؟
المؤسف حقا عندما يعتاد هؤلاء الفتية على أخذ أشياء ليست من شأنهم او ليست تخصهم وسبب ذلك، يعود ليس لحاجتهم إلى الطعام والشراب وانما اصبحوا اسرى عادة سيئة تلازمهم، واعتادوا أن يمدوا ايديهم وينظروا لحاجة غيرهم من الناس وكثيراً ما تجدهم يلقون بعلب المرطبات فارغة بعد شربها من غير أن يسددوا ثمنها..!
فلو راقبت الاسرة سلوك ابنائها واستخدمت العقاب اللازم في ذلك لما استطاعوا تكرار تلك العادة، وكذلك التوجيه السليم له دور اساسي في نبذ العادات الخاطئة والسلوك السيىء، ولما اعتاد الطفل على مد يده.!
وديننا الإسلامي ينهى عن هذا السلوك المشين والعادة الخاطئة.. فعن عائشة رضي الله عنها قالت:((كانت مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها فأتى اهلها اسامة بن زيد فكلّموه فيها فكلّم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي ( يا اسامة لا ارك تشفع في حد من حدود الله تعالى) ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال:إنما اهلك من كان قبلكم انهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، واذا سرق فيهم الضعيف قطعوه والذي نفسي بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. فقطع يد المخزومية)).
هكذا الحال بالأمس في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، أما اليوم فقد حدنا عن الطريق القويم.!
فمن المؤكد أن تنمو هذه العادة السيئة في نفس الطفل منذ الصغر مالم يجد من يردعه حين يخطئ وسيكون لهذه العادة عواقب سيئة عليه وعلى المجتمع.!
ولابد أن تعالج العلة منذ الصغر، وهذا دور البيت باعتباره اللبنة الأولى في غرس القيم والعادات والتقاليد الصحيحة التي ينشأ عليها النشء منذ الصغر!
ولكن عندما يُهمل الأطفال في تربيتهم، فلربما تتفاقم إلى ما هو أعظم.!
واليوم نرى الأخطار التي تفتك بالمجتمع من جراء التربية الخاطئة والتساهل في علاج الخطأ..!
ان الباعث الحقيقي لهذا كله التربية التي اساء استخدامها الأمهات والآباء واهملوا او قصروا فيها ولم يعيروها اهتمامهم..!
ولابد أن يكون هناك دور خاصة ترعى هؤلاء الأطفال او الشباب مثل الأحداث لتزرع فيهم القيم والمبادئ الصالحة وتحيد بهم عن الطريق الخاطئ لتخرج منهم جيلا يتحمل عبء المسؤولية المكلف بها وهذا الاجراء للذين ليس لهم راع ولا ولي. اما عداهم فإن التربية الحقة الجادة هي المحك وهي السبيل الى حياة صالحة لأمة ترنو لحياة كريمة.. ذات مثل وخير.!
مرفأ:
والنفس راغبة اذا رغّبتها
واذا تُردُّ الى قليل تقنع |
|