مصاب جلل هز غزة الصامدة صباحاً .. دموع، بكاء، عويل، شجب، استنكار في شتى الأصقاع، تشدق ووقاحة هو شارون اللعين، ببوحه المجنون أنه أشرف بنفسه على عملية الاغتيال المجنونة التي قام بها جنوده الطغاة على الشيخ المقعد الذي نذر نفسه للقضية، وحياته لفلسطين..
مصاب جلل هزَّ الدنيا بأسرها .. بل العالم بمن فيه .. حقاً إنها جريمة جبانة، وقذرة، ومدَّبرة، ومدسوسة، استشهاد هذا البطل الصامد المغوار لم يكن طبيعياً، فهو خارج للتو من صلاة الفجر .. دين .. عظمة .. خضوع لله .. عزيمة .. دفاع عن الأرض والعرض والوطن .. رغم سنه وإعاقته، ولكنه كان، وما يزال، الشيخ المناضل أحمد ياسين، رمزاً للنضال الفلسطيني، شعلة مضيئة على مر الزمان تنير الدرب لأطفال .. عفواً لأبطال الحجارة أن: سيروا ولا تسكتوا على الضيم والذل والهوان والاستعمار..
استنفار بين المدنيين .. لا خطوط حمراء ولا تخاذل ولا تسويات، الجميع سيوجه ضربات الى العمق .. إن في اغتياله انذاراً بالمزيد من العمليات الاستشهادية .. إنه الشيخ أحمد ياسين الذي شكل عهد الأمان للفلسطنيين، وشكل عهد الوحدة منذ كان عمره (12) عاما وهو في قلب الأحداث الموجعة، تشرد مع مليون شخص أثناء النكبة، ارتحل من جورة عسقلان الى غزة وعاش مرارة الجوع والحرمان، وبعد (45) يوماً من وضع جبيرة من الجبس اتضح أنه سيعيش مشلولاً، عمل مدرساً للتربية الإسلامية في غزة الصامدة، ثم خطيباً في مساجدها العامرة بالإيمان.
الشيخ المناضل والشهيد أحمد ياسين عانى الأمرّين، فهو من معتقل الى معتقل رغم استمراره في دوره الدعوي حتى عام 1967م حيث احتل الصهاينة غزة، ولكن السلطة لم تمسك به إلا عام 1982م. وفي عام 1985م أطلق سراحه بتبادل الأسرى، وبدأ يفكر جدياً بالاتفاق مع جماعة من المسلمين بتشكيل منظمة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ودخلت فور ظهورها مع فصائل مركز التحرير عامة وفتح على وجه الخصوص.
هذا الزعيم الروحي ورئيس حماس استهدفته طائرات الأعداء .. رغم شلله، وضعف بصره، والتهاب أذنه .. وحجتها الوحيدة أنه الرأس المدبر للعمليات الاستشهادية التي تقودها حماس .. أليسوا حقاً جبناء .. سفهاء .. بفعلتهم هذه الحمقاء. إن هذه الجريمة القذرة تمثل يوماً أسود سيدفع ثمنها شارون ومن خلفه .. وإن دماء هذا الشهيد الرمز يشكل وقوداً للانتفاضة التي لن تنتهي، ولن تتوقف، بل ستزداد توهجاً، وتألقاً، وعزيمة، واشتعالاً.
هل يعتقد شارون اللعين أن بفعلته المخزية هذه سيفقد قيادة الشعب الفلسطيني .. لا .. وألف لا .. فالشعب الفلسطيني كله قائد، وكله كلمة، وكله موقف، وإن استشهاد هذا البطل المغوار قد شكل رافداً آخر للاستشهاد، فلن ترتعد فرائصنا ولن نتخاذل أبداً، بل ستكون نموذجاً رائعاً صامداً متحدياً، جسداً واحداً، وروحاً واحدة لنتصدى لشارون اللعين وأعوانه الأغبياء الجبناء الصهاينة بإذن الله.
إن شارون بفعلته اللعينة التي أشرف عليها لم يودّع روح السلام فقط، ولكنه قتل روح السلام لأنه غادرٌ وآثم، وتعدى كل الخطوط الحمراء .. وسنكون نحن الفلسطينيين جسراً ممدوداً للاستشهاد لنصرة فلسطين والمقدسات .. وسيتحول كل الفلسطينيين وأرض فلسطين إلى بركان. وليعلم الخونة أن استشهاد هذا القائد العظيم هو حياة للشعب الفلسطيني، وأن الرد على هذه العملية المخزية سيكون مزلزلاً بإذن الله .. لأننا بالشهادة استمددنا عنواناً جديداً للمقاومة والاستشهاد..
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
الشيخ ياسين يقتل غدراً وبعد صلاة الفجر .. أي عرس هذا زُف فيه البطل الى جنات الخلد .. وهو مصلٍّ وذاكر، وداعٍ، وطاهر .. هذا البطل المقدام الذي هو مثال ليقظة الأمة، فليطمئن هذا الشيخ الجليل بأن الصهاينة الانذال لن يكون لهم أمن داخل فلسطين .. بل سنزلزل الأرض من تحتهم وفوقهم، فمعركتنا مفتوحة، وزلزال قوي سيضرب اسرائيل، وسيكون هناك رد نوعي وتحول مفصلي ستشهده القضية الفلسطينية قريباً بإذن الله.
إن هذا الغليان الشعبي في كل مكان بالعالم هو الشرارة الأولى لبداية النهاية لشارون اللعين ومن معه من الخونة الأنذال، حيث الغضب عارم، والحق مطلوب، والأرض والعرض والمقدسات كل العرب عنها مسؤولون..
فلن نُهزم، ولن ننكسر لأننا أصحاب حق شرعيون، إن هذه اللحظة التاريخية تدعو الى التضامن الفلسطيني الفلسطيني ليردوا في العمق الصهيوني .. وليخبروا الأعداء الأنذال أن دماء ياسين غالية .. ودماء الشهداء غالية، وفلسطين كلها غالية .. (وأنت يا شارون) أيها الماكر اللعين لقد ضربت بعرض الحائط، يا شارون، كل القيم والأخلاق والمعاهدات والمبادرات، ومتى كان لديك عهد أيها الماكر، .. ولتعلم أنت وغيرك من الصهاينة الأنذال أن من أصدر أمراً باغتيال الشيخ ياسين قد وقع على إعدام مئات الاسرائيليين الخونة، فرحة ونور تنير الدروب لنا، ونار على المحتلين، فنحن صابرون مرابطون، أصحاب حق شرعي، فإرادة شعبنا حرة وستبقى كذلك.
اطمئن أيها الشيخ الجليل، فقد كنت كالنهر تفيض عطاء ولا تسترد ما تعطيه، لقد كنت معلماً دينياً اجتماعياً ثقافيا سياسياً .. لقد كنت شخصية قوية .. وإن موتك واستشهادك قد شكل منهجاً جديداً للانتفاضة، وشهادتك أيها الشيخ الجليل هي ولادة جديدة للمقاومة ولشعبها وجهادها وسيرتها، هؤلاء الخونة الأوغاد كالسرطان ينتشرون في جسد العرب .. ولا بد للعرب من استئصاله.
أنت عندهم ميت أيها الشيخ العظيم .. ولكن عندنا وعند أي مؤمن بهذه القضية العادلة حي ترزق في الضمائر .. فاغتيالك أيها الشيخ العظيم هو مخالف للقانون الدولي، واغتيالك أيها الرمز عمل وحشي اغتال معك كل احتمالات السلام.
باغتيالك أيها المجاهد .. لم تقتل عزيمتنا، ولم تقتل قضيتنا، ولم تقتل حقوقنا، بل ازداد الاصرار على الوحدة ومجابهة الصهاينة الأنذال، وإبادتهم عن بكرة أبيهم، وعلى رأسهم شارون اللعين ومن يؤيده سراً وعلانية.
علينا ألا نترك السلاح؛ لأن شارون وحكومته ودولته لا تعرف لغة غير هذه اللغة.
أيها الشارون اللعين أنت الارهاب، وانت رأسه، فلماذا تتبجح أنت وأمريكا بملاحقة الارهاب والقضاء عليه، وأنتما جذوره وبذرته، وساقه وأوراقه، وأشواكه؟؟ .. أيها الشارون، باشرافك على اغتيال المجاهد الرمز فُتحت لك أبواب الجحيم لتُلقى فيها بإذن الله.
فعليك أيها الشارون وعلى أمريكا أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الجبانة؛ لأن الشيخ ياسين ليس قنبلة موقوتة، ولكنه مؤسس ومخطط ورمز.
فشلاَّل الدم لن يتوقف، وليس هناك سلام مع شرذمة صهيونية قاتلة ومخربة.
وبعد .. أيها الصهاينة الغافلون .. إن شارون يجركم إلى الموت .. وإلى بئر الخراب، وضمائركم عاجزة عن مراجعة انفسكم، وكذلك فهو وضميره المعدوم عاجز عن مراجعة نفسه.
فالقتل عنده وسيلة الحياة، والدم عنده خزائن ذهب، والاجرام في حياته صبغة الجميع يعرفها..
لذا .. كونوا على يقين بأن الرعب سيقام في أحداقكم، في بيوتكم، في مقاهيكم، وحافلاتكم، وتجمعاتكم وأسواقكم .. واعلموا أن المجاهد أحمد ياسين سيبقى علماً نضالياً يدفع الجميع للاستشهاد في سبيل الأرض والعرض والمقدسات..
اسمعوا أيها الصهاينة .. ألا تسمعون؟ ألا تعون ماذا يردد العالم أجمع؟ .
. إنه يردد: (يا حماس يا حماس .. الجهاد هو الأساس)، ويردد: (دم بدم ونار بنار .. لازم ترحل يا استعمار) ويردد (يا شارون يا خسيس .. دم ياسين مش رخيص)..وا
علموا أنه ليس هناك إلا النضال والكفاح والقضاء عليكم بإذن الله.
|