بلغ الجور علينا مداه
وسكتنا لو سكوتٌ نفاه
بيد أنا قد شربنا به
ألف كأس طفحت بالقذاة
قتلوا ياسين مطهراً
لم يزل يقرأ ورد الصلاة
ناذراً لله أيامه
بائعاً أعوامه للإله
ما رعوه فوق كرسيه
مقعداً قد عذبته الحياة
ما دروا يوم رموا أنهم
وهبوا مَن قد رموه مناه
أملاً كان يناجي به
ربه في مضمرات دعاه
كيف نرضى بالمنى بعده
فلقد عز سبيل النجاة
فاسأل الشعر وألحِف به
يُخرج المضمر فوق الشفاه
فلقد والله ضقنا به
زمناً يتبعنا بالأذاة
ولقد والله ضقنا به
يسحق المسلم سحق النواة
الشارون وأشياعه
ما فتئنا ننحني بالجباه
قد خبرنا الذل في عامنا
ومضغنا كلنا من جناه
فوجدنا الذل يفضي بنا
ما استكنا نحو ذل سواه
ليت شعري ما يُراد بنا
هل نرجِّي رحمة من قساة
هل نرجِّي من عدو لنا
أن يرى الحق كما قد نراه
من رجا عدلاً من المعتدي
فلنهنئه بعدل البغاة
ولنهنئه بما يشتهي
من شراب آسن في إناه
وطعام ليس يرضى به
غير كلب من كلاب الفلاة
فارجع الطرف عسى أن ترى
في ذوي الأجبُل بعض البزاة
فإذا أبصرته هاوياً
نحو طير كهوي الحصاة
فتعلَّم منه ما تشتهي
في عدو مغرق في السفاه |
|