قتلوه؟ لا! بل خلَّدوه شهيدا
غلبوه؟ لا! فالنصرُ ليس بعيدا
دفنوه؟ لا! بل صيَّروا أشلاءَه
بذراً سينبتُ في الصباحِ ورودا
سقط الذي حملَ اللِّوا لكنه
ما ماتَ ما دام اللِّوا معقودا
ما ماتَ مَنْ نفخَ الحياةَ بأُمَّةٍ
رقدتْ بتابوتِ الهوانِ عقودا
ما ماتَ مَنْ ذكراهُ عاشتْ بعده
لتمُدَّ نيرانَ الإباءِ وقودا
سيعيشُ في آمالِ شعبٍ صامدٍ
ما زال ينجبُ للجهادِ أُسودا
سيعيشُ في عينَيْ فتاةٍ أبصرتْ
عبرَ الحجابِ ضحًى أطلَّ جديدا
سيعيش في كفَّيْ فتًى مستبسلٍ
حملَ الحجارةَ كي يذلَّ يهودا
وببسمة الأمِّ الصبورة بعدما
فقدتْ بساحات القتالِ وليدا
دمُهُ سنَصْبِغُه على راياتِنا
ونَصُفُّ تحتَ ظلالِهن جنودا
دمُه سنرسمُ منه درباً للعُلى
حتى نحقِّقَ عِزَّنا المنشودا
دمُه سنكتبُ منه عهداً صادقاً
أنَّا سنُرْجِعُ قدسَنا المفقودا
إن القذيفةَ حين أَرْدَتْ شيخَنا
أحيَتْه رمزاً للفداءِ مجيدا
حقًّا أصابوا الشيخَ لكنَّ اسمَه
سيظلُّ يسكبُ في القلوبِ صمودا
الرمزُ لا تقضي عليه رصاصةٌ
فالله قد وهبَ الرموزَ خلودا