شنّف السمع بالبيان الختامي
يا مذيع البيان بين الأنام
وارفع الصوت شادياً بغناء
ليس للهو لا.. ولا للغرام
لوقوف أمام كل تحد
بثبات وهمة واعتزام
لسمو إلى العلاوصمود
رافض لمذلة الانهزام
لقرارات ألفة وإخاء
واتفاق ووحدة وانسجام
صاغها ملتقى بتونس سمح
مشرق الوجه رائع الإلهام
ثم ردد مرتلاً لحن حب
مستطاب لعاشق مستهام
مستهام بحب يعرب أرضاً
وبأهل أحبة وكرام
هائمٍ بالبلاد شرقاً وغرباً
لا بليلى ولا الفتون سهام
شفّه وجده لوحدة قوم
شاكياً من تشتت وانقسام
باكياً جزعاً وحزناً عميقاً
واكتئاباً على العراق المضام
لاعتداء مستنكر وقبيح
شنّه من بدا خبيث المرام
شنّه وأدعىّ خداعاً ومكرا
انه جاء مصلحاً للنظام
جاء كي ينقذ العراق من الظلم
ومن بطش سىء الحكام
ابقتل الإنسان غدراً وجوراً
واقتحام البلاد شر اقتحام
ابهدم البيوت فوق ذويها
وارتكاب شنائع الإجرام
رحمة وعدالة وانتصار
للذي عاش كربة الآلام
لا وربي فما أتاه شنيع
موغل في متاهة الأثام
قاتل للحياة للمرء للطير
وللشاه والمها والنعام
قبّح الله عصبة قد تجنّت
واتت فعلة الغوي الملام
وفلسطين كم تئن وتشقى
كم تعاني من طغمة الظُّلام
سرقت أرضها وزجت بنيها
في سجون التعذيب والإعدام
والتي تدّعي افتراءً وزوراً
نصرة الحق ما وفت بالذمام
هي من أعلنت على الحق حرباً
ورمته بقاتلات السهام
قتلته بغزة وبيافا
وببيت مقدس وحرام
هي من وقفت بكل قواها
بسلوك مدمر للسلام
كم قرار لمجلس الأمن ألغت
وهو للناس مصدر الأحكام
وامدت بالطائرات عدواً
مجرماً غاصباً حقوداً حرامي
ليبيد بها البرئ اعتسافاً
ويهد الملاذ للأيتام
يا مذيع البيان ردد بلحنٍ
آسر الجرس ساحر الأنغام
أعلن البُشريات في كل قطر
عربي يسعى إلى الالتئام
حاملاً فرحة الشعوب جميعاً
بتآخ موثق متسامي
فرحةً عمت الخليج ومصراً
وبدت في مغاربي والشآم
إنها فرحة العروبة طراً
فرحة الوطن الكبير المقام
قل لهم زالت الخلافات عنا
وانجلت عنكم ليالي الظلام
بشرّ العَالميِن انا التقينا
اخوة ضد فرقة وانفصام
ان عهد الخلاف ولى بغيضاً
واتى بعده اخاء السلام
ان يوم الوفاق عيد كبير
كلنا للقائه في هيام
هل رأيتم يا أمة العرب يوماً
مثل يوم ائتلافنا والوئام
مثل ان نقتل الخلاف ونمضي
في دروب التعاون المتنامي
في طريق اخُوّة تتسامى
دائما عن قطيعة الأرحام
وترص الصفوف جنباً لجنب
في ثبات وهمة وانتظام
وتسامٍ إلى المكارم عشقاً
وطموح إلى العلا واهتمام
إن سر الشقاء فينا اختلاف
في سياساتنا وفي الأفهام
لم يُضع حق أمتي ومناها
غير مكر عدوها والخصام
غير خُلف قضى على ما نرّجى
وقضى ظالماً على الأحلام
قتل الوحدة التي العرب ترجو
تلك أغلى المنى وأسمى المرام
تلك أنشودة بها نتغنى
في زمان مضى وفي أيامي
لحنها يطرب النفوس ابتهاجا
ويسر القلوب فحوى الكلام
فبها التزموا جميعاً وفاء
عاش من ظل وافي الالتزام