تصنع الأفكار من مادة خالدة، لها قوام عجيب لا يفنى ولا يخضع لجميع أشكال العنف والقسوة والوحشية البشرية..،
كم طفل ولد يوم استشهاد الشيخ (أحمد ياسين) وجميعهم سيترعرعون في حاضنات مجتمعية كبيرة تعيد إنتاج الفكرة مئات بل آلاف المرات.
النظام الدموي المتوحش الذي استأصل الشيخ (أحمد ياسين) عن مقعده المتحرك إنما كان يقدم لمن هم حوله المخصب الطبيعي للقهر والظلم والحرقة التي هي المحركات الرئيسية للعنف والوحشية وغياب العقل والإنسانية والارتداد إلى الدرك الأسفل من الغابة.
هذه اللغة التي تصر إسرائيل على تأكيدها عند كل موقف وقبل كل منعطف إنما بالتأكيد تجعل العرب أمام أسئلة لن يستطيعوا الفرار منها في قمة (تونس) القادمة.
بل هي تتقهقر بالسياسات والاستراتيجيات الدبلوماسية إلى أشواط متخلفة قد تتجاوز معاهدة (مدريد) ولربما (كامب ديفيد) أيضا.
ما معنى ان تستعمل الفأس والنار لإلغاء فكرة وتدميرها؟
- ان تلغي جميع المنجز البشري عبر التاريخ، وتحصر العالم في أطواره البهيمية الأولى.
- أن تزركش العالم بأعمدة المشانق (كلغة حوار) بدلاً من ردهات البرلمانات والمجالس الشعبية.
- الديكتاتور الدموي إنما يحيك (كفنه) يوما إثر الآخر، فالشعوب لم ولن تعيش تحت سقف القمع.. لمدد طويلة.
- أن تحرم المجتمع من (رواء) وجمال وتعددية ألوان الطبيعة وتحصره تحت لون بغيض مهيمن مصنوع من مادة الرصاص.
- الفأس والنار يتحديان لغة الحياة التي من أهم خصائصها النمو والتوالد والتكاثر، ومن يتحد لغة الحياة وشريعة إعمار الكون الإلهية إنما يحفر قبره الخاص.
|