كلنا يقرأ تلك الأرقام والنسب.. التي تنتشر بين وقت وآخر.. حول ارتفاع نسبة الطلاق.. وهي أرقام بالفعل.. مزعجة للغاية.
** ورغم تعدد الأسباب ومعرفتنا للكثير منها.. وعجزنا عن تجاوزها.. ورغم أننا.. استطلعنا (صحفياً) آراء المعنيين.. آباء وأمهات.. زوجات وأزواجاً.. خبراء اجتماع.. وخبراء علم نفس وتربية وشريعة.. وكذا عاملين في هذا المجال (قضاة.. مأذوني أنكحة) وكذا أناس لهم مسيس أو علاقة غير مباشرة بالموضوع.. كالدعاة وخطباء المساجد وأهل الخير عموماً..
** أقول.. رغم أننا سمعنا آراء كل هؤلاء على امتداد السنوات الماضية.. وسمعنا تبريراتهم.. وهي أو أكثرها وجيهة للغاية.. ولعل أبرزها.. نقطتان (ضعيف التدين) عند هؤلاء المطلقين.. والتحولات الكبيرة.. التي شهدها ويشهدها المجتمع رغماً عنه.. ابتداءً من التحولات المسماة حضارية.. والانفتاح الإعلامي القسري.. وتغيير نمط الحياة في الكثير من الأمور.. وهي أمور لا شك سلبية وخطرة.. ولكننا لا نملك أن نكسر الأقمار الصناعية.. ولا أن نوقف الشبكة العنكبوتية.. ولا أن نمنع أغرب من اختراعاتهم التي قد تتجاوز الإنترنت والفضائيات.. إلى شيء أشنع وأفظع.
** أقول أيضاً.. إن مشكلة الأسرة.. أنها وجدت نفسها تتحول رغماً عنها..
** ومشكلة الشباب.. والشابات.. أنهم وجدوا أنفسهم ينتقلون من حياة تُسمى (تقليدية) أو يسمونها في الغرب هكذا.. إلى حياة أخرى سمها ما شئت.. ونحن بلا شك.. نهابها.. ونخاف منها.. وهي بالفعل.. خطيرة ومؤذية ولها سلبياتها.
** مشكلة الطلاق.. مشكلة مؤذية.. فكم من بنت مسكينة طارت سعادة لحظة الخطبة.. وطارت فرحة ليلة عقد القران.. وطارت أكثر وأكثر.. ليلة الزفاف.. وبعد أيام.. وجدت نفسها رقماً في عداد المطلقات.. فتبددت آمالها.. وتحطَّمت تطلعاتها.. وصارت منكسرة إلى حد الانتكاسة.. ورغم أن بعض.. أو أكثر المطلقات.. تزوجن مجدداً من شباب أفضل من الأزواج السابقين.. وعشن حياة أروع من الروعة.. وصرن في سعادة أكثر بكثير من توقعاتهن..
** ورغم إدراكنا.. وإدراك المجتمع أيضاً.. أن حالة أو سبب الطلاق.. لا يكونان على الأكثر.. لسبب أو عيب عائد للمرأة.. بل في الأكثر.. يكونان لسبب عائد للرجل نفسه.. ولذلك.. لعلنا نشاهد أنه في الغالب.. إذا تزوج الرجل.. المطلَّقة.. فهو في الغالب.. يكرر الطلاق.. بمعنى.. أنه يطلِّق ثانية وثالثة.. بينما على العكس.. يندر أن تطلَّق فتاة طلِّقت للمرة الأولى.. وهذا بالطبع.. كلام استنتاجي يحتاج إلى أرقام وإحصائيات تعضده.
** أعود وأقول.. إن سبب تطرقي لهذا الموضوع.. هو دراسة أو تصريح لأكاديمي.. طالب بعقد دورات للراغبين في الزواج (شباب وشابات) وتدريبهم وتعليمهم فن الحياة الزوجية.. وهو مشروع وجيه للغاية ومطلوب أيضاً.. لأنه ومع الأسف.. هناك الكثير من شبابنا وشاباتنا .. لا يعرفون شيئاً عن الحياة الزوجية.. بل إن بعض المتزوجين منذ (سنين) بل ربما عقود.. شجَّع الفكرة وتمنى لو أن (أم العيال) تنخرط في هذه الدورات علَّها تصلح بعض أمورها المعوجة..
** كما أنه في المقابل.. هناك رجال متزوجون في أمس الحاجة إلى تلك الدورات.. لعلَّه يعرف زوجته وبيته وأولاده.. ويعرف.. كيف يعيش بشكل صحيح.. كزوج وأب.. ورب أسرة.
** هذه الدورات التدريبية.. مطلوبة.. ولو بدأنا في تنفيذها.. فستصبح معاهد تدريب الراغبين في الزواج .. أكثر من معاهد الحاسب الآلي وتعليم الكمبيوتر.
** ولعلكم.. تتذكرون..(أقصد الشيّاب منكم) أنه في السابق.. وعند استعداد الفتاة للزواج.. تلقنها أمها.. الكثير من المعلومات والتعليمات.. وتشرح لها أموراً كثيرة.. وتعلمها وتدربها على الطبخ والغسيل والتنظيف.. وتلقنها عبارات (تعاملية) مع الزوج.. وتدربها على كيفية التعامل مع الآخر.. وتعطيها نصائح.. وتظل قبل الزواج.. لمدة شهر.. وهي (تحقن) فيها تعليمات ومعلومات وتدريباً.. حتى تخرجها طباخة ماهرة.. وغسالة مبدعة.. وتُعدِّل المعوج من لسانها.. وهذا.. هو شأن معاهد التدريب اليوم.
** غير أني أقترح.. ضم بعض (الشغالات) لهذه المعاهد.. لأنهن.. يقمن بدور داخل بعض البيوت.. هو في الأساس.. دور ربة المنزل.. إذ إن (بعض) النساء.. لا يعرفن سوى سفرة الأكل وسرير النوم والتلفاز فقط.. والباقي.. مهمة (الشغالة).
** وما دام الأمر كذلك.. فإن مهمة الشغالة داخل البيت.. أكبر وأكثر.. ولهذا فهي تحتاج إلى تدريب.
** الأمر.. متروك لآرائكم واقتراحاتكم حول هذا الموضوع.. فأتحفونا بما لديكم.. ولا تبخلوا علينا بشيء.
|