Sunday 28th March,200411504العددالأحد 7 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
وصية الشهيد لقادة الأمة
جاسر عبد العزيز الجاسر

(ما من شك في أنه إذا عَزَّ العربُ عزَّ الإسلام، إن الله سائلٌ كل راعٍ عما استرعى حفظ أم ضيّع، فاللهَ اللهَ في أمة الإسلام وقد رماها أعداء الله وأعداؤها عن قوس واحدة.. إن أمامكم اليوم تحديات جساماً، شعوبكم تنتظر قرارات على مستوى ما نواجه من تحديات، ولا يخفى أن على رأس تلك التحديات قضية العرب والمسلمين المركزية، قضية فلسطين، وكلي أمل أن تثمر القمة عما يشكل رفعة لشعب فلسطين، وقد أبوا إلا أن يواصلوا مسيرتهم الجهادية حتى يحقق الله النصر الذي نحب، والذي يرفع الله به شأن أمتنا بإذنه تعالى..)
بهذه الكلمات ناشد الشيخ الشهيد أحمد ياسين قبل استشهاده قادة الأمة العربية الذين يعقدون قمتهم العربية في تونس غداً.
الشيخ الشهيد كتب رسالة للقادة وهو لا يعلم ماذا كان يخبئ له القدر، وإن كان مثله يتوقع استشهاده في أي لحظة، فهو قد اختار طريق الجهاد الذي إما أن يقوده إلى النصر وإما إلى الشهادة، وهو إذ استشهد في سبيل الله ثم دفاعاً عن دينه ووطنه وشرف أبناء شعبه الشعب الفلسطيني.. يناشد في رسالته أن يسعى قادة الأمة إلى العمل من أجل النصر، وانتشال الأمة العربية والإسلامية من الحالة التي هي عليها.. وأن يأخذ قادة الأمة بعين الاعتبار عدداً من النصائح التي تضمنتها رسالته.. التي تعد أمانة في عنق كل مسلم.. بل وكل عربي وقبل ذلك كل مسؤول وقائد عربي.
سبع نصائح قدمها الشيخ الشهيد للقادة العرب بدأها بالتذكير بأرض فلسطين .. أرض الرباط والجهاد، وهذه النصائح سبق الإعلان عنها إلا أننا نكرر ونذكر بها، فالذكرى تنفع المؤمنين وهي:
أولاً: أرض فلسطين أرض عربية إسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة، ولن تعود إلا بقوة السلاح، وهي أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن شبر منها، حتى وإن كنا لا نملك الآن القوة اللازمة لتحريرها..
ثانياً: الجهاد في فلسطين حق مشروع للشعب الفلسطيني، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وإنّ وصفه بالارهاب من قبل أعداء الله لظلم عظيم يرفضه شعبنا المرابط في فلسطين، وترفضه كذلك شعوبنا العربية والإسلامية ونتمنى على القمة أن توضح موقفها بوضوح لا لبس فيه نصرةً لجهاد شعبنا المجاهد.
ثالثاً: إن شعبنا وهو يخوض ببسالة معركة قد فرضت عليه لهو جدير بأن يلقى كل أشكال الدعم والتأييد من قادة الأمة، فهو بحاجة إلى الدعم الاقتصادي لتعزيز صموده، وقد دمر الصهاينة الأشرار كل أسباب الحياة والعيش الكريم لهذا الشعب المرابط، ونهبوا خيراته، وهو بحاجة أيضاً إلى الدعم العسكري، والأمني، والإعلامي، والمعنوي، والدبلوماسي، وغير ذلك من أشكال الدعم التي تعينه على مواصلة جهاده وهو يتطلع إلى أن تحقق له القمة كل ذلك بإذن الله تعالى.
رابعاً: إننا نناشدكم أن توقفوا كل أشكال التطبيع مع هذا العدو وأن تغلقوا سفاراته، وقنصلياته، ومكاتبه التجارية، وأن تفعّلوا المقاطعة العربية، وأن توقفوا الاتصال به والتعاون به..
خامساً: إن الأمة تملك من الإمكانات والطاقة والقدرات ما يجعلها قادرة على نصرة قضاياها القومية، ووضع حد لجرأة أعدائها عليها، وإني لأرى أنه قد آن لأمتنا أن تعمل بقول الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، لتصبح قوة في زمن التكتلات {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}.
سادساً: إن المسجد الأقصى يناشدكم وقد أعد الصهاينة العدة لدك أركانه وهدّ بنيانه، فمن له بعد الله إن لم تكونوا أنتم..؟!
سابعاً: إننا نناشدكم أن تقدموا كل أشكال الدعم للعراق الشقيق وشعبه حتى يتحرر من الاحتلال الأمريكي، لأن نصرة العراق وشعبه هي نصرة لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved