* واشنطن - الوكالات:
يعتزم الرئيس الأمريكي جورج بوش على ما يبدو تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وسيستقبل تباعا في شهر نيسان - أبريل المقبل الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي أصدر أوامره باغتيال الشيخ أحمد ياسين يوم الاثنين.
وقال مسؤولون أمريكيون ان الاجتماعات تأتي في إطار مسعى جديد لإدارة بوش لتهدئة التوترات في المنطقة بعد ان اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين.
وقالت مصادر إنه في إطار ذلك المسعى قرّر البيت البيض تأجيل فرض عقوبات اقتصادية أمريكية جديدة على سوريا لمساندتها نشطاء معادين لإسرائيل ربما إلى منتصف أبريل نيسان.
فقد أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة على هامش زيارة بوش إلى فونيكس بولاية اريزونا، اللقاء مع ارييل شارون في 14 نيسان - أبريل في واشنطن.
وأكدت الرئاسة الأمريكية أيضا ان الملك عبد الله سيستقبل في البيت الأبيض في 21 نيسان - أبريل.
وكانت واشنطن أعلنت مطلع آذار - مارس ان الرئيس مبارك سيستقبل في 12 نيسان - أبريل في مزرعة بوش في كراوفورد بتكساس (جنوب).
وتعود آخر زيارة لشارون إلى البيت الأبيض إلى 29 تموز - يوليو الماضي.
وقد قام بالاجمال بحوالي عشر زيارات منذ وصول جورج بوش إلى الرئاسة مطلع 2001.
وجاء في بيان الرئاسة الأمريكية (يسر الرئيس بوش ان يستعرض المسائل الثنائية مع رئيس الوزراء شارون بما في ذلك مكافحة الإرهاب والبحث عن تسوية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني).
وفي إطار زيارة العاهل الأردني سيبحث بوش المواضيع نفسها وكذلك (التعاون الاقتصادي) كما قال المصدر نفسه، في إشارة إلى المشاريع الأمريكية لإنشاء منطقة تبادل حر في الشرق الأوسط في أفق العام 2010.
ويأتي هذا النشاط الدبلوماسي في وقت وصلت فيه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طريق مسدود.
وقد استخدمت الولايات المتحدة أيضا يوم الخميس حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة على مشروع قرار يدين اغتيال إسرائيل لزعيم حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.
ويسعى شارون من جهته إلى الحصول من إدارة بوش على دعم لخطة الفصل مع الفلسطينيين التي أعدها وتنص خصوصا على الانسحاب من مستوطنات غزة.
ويبدي مسؤولو الإدارة الأمريكية تحفظات حيال هذه الخطة ويؤكدون ان عملية السلام في الشرق الأوسط يجب ان تتبع الإجراءات المحددة في (خارطة الطريق) ويعارضون أي ترسيم أحادي الجانب للحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المقبلة عبر جدار تقوم حكومة شارون ببنائه حالياً.
ويريد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون ضمان الا يتيح الانسحاب لحماس أحكام سيطرتها على الشؤون الفلسطينية في قطاع غزة.
وعرضت مصر تأمين جانبها من الحدود مع غزة إذا سحبت إسرائيل مستوطنيها.
وقال أحد المصادر ان من المتوقع ان يضع بوش وشارون أثناء اجتماعهما المرتقب (اللمسات الأخيرة على تفاهمات) بشأن مستوطنات غزة والترتيبات الأمنية بعد الانسحاب الاسرائيلي.
وفضلاً عن انسحاب الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة تنص الخطة على ضم فعلي لقطاعات واسعة من الضفة الغربية.
وكانت خارطة الطريق خطة السلام التي أعدتها اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، شهدت انطلاقة جديدة في 2003 لا سيما مع قمة العقبة (الأردن) بين بوش والملك عبد الله ورئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك محمود عباس وشارون.
وقد أجرى دوف فايسغلاس أحد المستشارين المقربين من رئيس الوزراء الاسرائيلي أخيراً محادثات استمرت ثلاثة أيام في واشنطن خصوصا مع مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي كوندوليزا رايس.
ولم يتمكن بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية من الحصول على تأكيد من الأمريكيين بأنهم سيعترفون بضم إسرائيل لقطاعات أقيمت فيها كبرى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ولا على إعلان رئاسي أمريكي ينكر (حق العودة) للاجئين الفلسطينيين.
وسيتوجه ثلاثة موفدين أمريكيين الأسبوع المقبل إلى المنطقة في مسعى لإيجاد أرضية تفاهم قبل زيارة شارون الذي يعتبر دعم واشنطن حيويا بغية الحفاظ على وحدة ائتلافه الحكومي.
|