* فلسطين المحتلة- مكتب الجزيرة:
نظم عشرات المعاقين في مدينة نابلس، التي يطلق عليها الفلسطينيون مدينة جبل النار، الخميس الماضي مسيرة احتجاجية على جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين، زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)..
وسار المعاقون الفلسطينيون في عرباتهم انطلاقا من أمام مقر الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين، وطافوا في العديد من الشوارع وسط مدينة نابلس، تتقدمهم عربة خالية وضعت عليها صورة الشيخ الشهيد أحمد ياسين في تعبير رمزي يشير إلى حزنهم على رحيله.. كما رفع المعاقون الرايات الخضراء وصور الشهيد الراحل، ولافتات تندد بالجريمة الصهيونية البشعة التي استهدفت شيخا قعيدا كان خارجا صائما من صلاة فجر يوم الاثنين الماضي، الموافق 22-3-2004..
وانتهت المسيرة في ميدان الشهداء، حيث ألقى أحد المعاقين بيان الاتحاد العام الذي أدان الجريمة الوحشية والمواقف المخزية لقادة وزعماء العالم التي تجنبت إدانة الجريمة، خوفا من الصهيونية العالمية..
ومن أمام بيت الشيخ الراحل أحمد ياسين في حي الصبرة وسط مدينة غزة، قال أحد مرافقيه الناجين من القصف الصهيوني، يدعى (أبو محمد) ل(الجزيرة): شيخ قعيد بشهادته أيقظ الأمة، فمتى يفيق صحيح البدن ويعيد الهمة..؟؟
وكان وزير الصحة الفلسطيني، د.جواد الطيبي، قال في حديث خاص ل (الجزيرة): إن الجنود الإسرائيليين، الذين يفتقدون إلى القيم الأخلاقية أعاقوا منذ مطلع انتفاضة الأقصى التي تفجرت في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر-أيلول عام 2000 وحتى وقت قريب أكثر من (6200) فلسطيني، منهم (2690) طفلا.. من هؤلاء الأطفال المعاقين سجل (68) طفلا فقدوا عينا واحدة، و(4) حالات من الأطفال فقدوا كلتا العينين.. هذا بالإضافة إلى إصابة أكثر من مائتي طفل في عيونهم، حيث يعانون من ضعف في النظر.
وما يدمي القلب، يقول وزير الصحة الفلسطيني ل(الجزيرة): أن (42 في المائة) من مجمل أعداد المصابين خلال انتفاضة الأقصى، (الذين بلغ عددهم أكثر من 49 ألف فلسطيني) هم من الأطفال.. مشيرا إلى أن جنود الاحتلال يركزون على إصابة الأطفال في الرأس والرقبة والصدر، حيث تركزت (57 في المائة) من الإصابات عند الأطفال في الرأس والرقبة والصدر، كما أن جنود شارون يركزون على إصابة أطفال فلسطين في العمود الفقري.. موضحا أن استهداف الجنود الإسرائيليين لأطفال فلسطين الأبرياء في منطقة الرقبة أدى إلى إصابة أكثر من (25) طفلا فلسطينيا بشلل رباعي كامل.. فيما أصيب أكثر من (170) طفلا فلسطينيا بشلل نصفي في الجزء السفلي من أجسامهم، نتيجة لاستهدافهم في العمود الفقري أسفل الرقبة.. وأكد الوزير الفلسطيني ل الجزيرة على أن جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني لم تتوقف لساعة واحدة، ويبدو أن هدف الاحتلال من الجرائم هو إشباع الرغبة الصهيونية بدماء الفلسطينيين قبل تنفيذ الانسحاب من الأراضي المحتلة..
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قال في تقريره الأسبوعي، حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية: إن هناك تصعيداً نوعياً في جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.. وأورد المركز في تقريره، الذي وصلت الجزيرة نسخة منه، أن الأسبوع الماضي شهد تصعيداً جديداً في جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وأنه كانت أبرز هذه الجرائم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، كما نفذت تلك القوات أعمال توغل واقتحام واسعة النطاق في العديد من المدن والبلدات الفلسطينية، فيما واصلت أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية والاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة ضد المدنيين العزل، هذا في الوقت الذي كثفت فيه من إجراءات عقابها الجماعي ضد المواطنين، بما فيها فرض طوق شامل على جميع الأراضي المحتلة.. وأوصى المركز الفلسطيني منظمات المجتمع المدني الدولية بما فيها منظمات حقوق الإنسان، ونقابات المحامين، ولجان التضامن الدولية، بالانخراط أكثر في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وحث حكوماتهم على تقديمهم للمحاكمة..
ودعا المركز الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد، إلى العمل على تفعيل المادة الثانية من اتفاقية الشراكة الإسرائيلية - الأوروبية التي تشترط ضمان احترام إسرائيل لحقوق الإنسان، باستمرار التعاون الاقتصادي بين الطرفين.. مناشدا دول الاتحاد الأوروبي بوقف كل أشكال التعامل مع السلع والبضائع الإسرائيلية، خاصة تلك التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة..
ودعا المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى زيادة عدد عامليها وتكثيف نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك، ضمان تقديم المساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية العاجلة للمتضررين، وزيارة الأهالي لأبنائهم المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال وضمان تمتعهم بحقوقهم التي كفلتها المواثيق الدولية، مؤكدا على أهمية دور هذه لجان التضامن الدولية في فضح جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي كسر مؤامرة الصمت التي تمارسها الحكومات الأوروبية حيال هذه الجرائم..
وقال المركز: إنه أمام الاستهداف الواضح من جانب حكومة إسرائيل وقوات احتلالها ضد وفود التضامن الدولي، ومنع أعضائها من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل ومنعهم حتى من الدخول إلى إسرائيل أحياناً، فإنه يدعو البلدان الأوروبية على نحو خاص إلى اتباع سياسة التعامل بالمثل مع رعايا إسرائيل..
|