* الفلوجة - بغداد - د. حميد عبدالله - الوكالات:
قتل ثلاثة عشر عراقياً بينهم اثنان يعملان لوسائل إعلام أمريكية، كما قتل جندي أمريكي من قوات المارينز الجمعة في العراق اثر اشتباكات بين القوات الأمريكية ومسلحين، فيما وصل فريق من الأمم المتحدة إلى بغداد للتحضير للانتخابات.
وبالقرب من تكريت (180 كلم شمال بغداد) قتل سبعة عراقيين بينهم أربعة من قوات الدفاع المدني العراقية وأصيب أربعة بجروح في اشتباكات وقعت فجراً بين القوات الأمريكية وقوات الدفاع المدني العراقية من جهة ومسلحين من ميليشيات المقاومة، كما أعلنت متحدثة باسم التحالف موضحة ان 21 شخصاً اعتقلوا في هذه المعارك، وفي عداد القتلى ثلاثة عراقيين مسلحين من عناصر ميليشيات المقاومة.
وفي الفلوجة (50 كلم إلى غرب بغداد) قتل أربعة أشخاص وأصيب سبعة آخرون بجروح في معارك كما قال سمير حاتم مدير مستشفى المدينة، حيث نقل الجرحى، وقتل جندي أمريكي من المارينز وأصيب عدد آخر بجروح الجمعة أثناء تبادل لاطلاق النار، كما قالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي للصحفيين.
وتقع تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والفلوجة ضمن المثلث السني الذي يشهد عمليات مكثفة ضد القوات الأمريكية منذ احتلال قوات التحالف للعراق.
وفي الفلوجة أيضاً قتل مصور عراقي يعمل مع شبكة أيه بي سي الأمريكية التلفزيونية بعد إصابته في الرأس برصاص الجنود الأمريكيين، كما أكد أطباء وصحافيون، وقد أكدت اي بي سي نيوز على موقعها الإلكتروني ان برهان محمد اللهيبي قتل يوم (الجمعة) بينما كان يغطي وقائع تبادل إطلاق نار بين جنود من المارينز الأمريكيين وناشطين عراقيين في الفلوجة.
وذكرت مصادر صحفية ان الضحية تجاهل تحذيرات بعدم الاقتراب كثيراً من مكان الاشتباكات، وقال أحد الصحافيين: (قلنا له ألا يتقدم لكنه لم يصغ... وفي تلك اللحظة أطلقت القوات الأمريكية النار وإصابته إصابة قاتلة)، وهو العراقي الرابع الذي يعمل في مؤسسة صحافية يقتل في العراق في غضون عشرة أيام، وأعلنت مجلة تايم الأمريكية أيضاً وفاة مترجمها العراقي في بغداد عمر هاشم كمال أمس الجمعة بعد ثلاثة أيام من إصابته برصاص مسلحين لم تعرف هويتهم.
إلى ذلك أعلنت الشرطة العراقية ان ثلاثة أجانب على الأقل أصيبوا بجروح أمس السبت نتيجة انفجار عبوة ناسفة دمرت سيارتهم، وقال النقيب محمد الكيلاني (قرابة الساعة 7.30 وقع انفجار لدى مرور سيارة مدنية يابانية في شارع أبو النواس) المحاذي لنهر دجلة مقابل القصر الجمهوري الذي تحتله قوات الائتلاف، مؤكداً (رأيت ثلاثة أو أربعة جرحى غربيين إصاباتهم خطيرة بينما دمرت السيارة بشكل كامل، واهتم غربيون آخرون كانوا في سيارة ثانية تسير وراء السيارة الأولى برفاقهم)، وأوضح ان (مجهولين وضعوا المتفجرات إلى جانب الرصيف).
أما على الصعيد السياسي فقد أعلنت الأمم المتحدة وصول فريق خبراء إلى بغداد لمساعدة العراقيين على التحضير للانتخابات العامة، وقد وصل الفريق إلى العاصمة العراقية في الساعة 14.45 بتوقيت غرينتش بحسب بيان للأمم المتحدة نشر في نيويورك، وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وافق في 18 آذار - مارس على طلب مجلس الحكم العراقي إرسال الخبراء للمساعدة على تنظيم الانتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة جديدة لإدارة الفترة الانتقالية اعتبارا من 30 حزيران - يونيو المقبل.
وكانت الأمم المتحدة سحبت موظفيها من العراق في أكتوبر 2003 اثر هجوم بالقنابل على مكاتبها في بغداد أسفر عن مقتل 22 شخصا في أغسطس الماضي، وصرح عضو مجلس الحكم محمود عثمان قائلاً: (اعتبارا من الاثنين سنجري محادثات مع فريق الأمم المتحدة حول المراحل المقبلة باتجاه استعادة السيادة)، وأوضح زميله موفق الربيعي ان المحادثات ستتناول تشكيل لجنة انتخابية وإعداد قانون انتخابي آخر حول الأحزاب السياسية.
لكن عودة الأمم المتحدة لم تستقبل بحماس من قبل الموالين للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، وقد انتقد الشيخ نور الدين الصافي ممثل آية الله علي السيستاني الجمعة قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية معتبرا إياه (باطلا)، ودعا الأمم المتحدة إلى عدم الاعتراف به كونه (لا يتمتع) بتأييد معظم العراقيين، وقال الصافي في خطبة الجمعة من مرقد الإمام الحسين في كربلاء أمام مئات المصلين (ما لم يصدر من قبل الأمم المتحدة موقف واضح من هذا القانون فإن سماحة السيستاني وبالرغم من الاحترام والتقدير الذي يكنه للأخضر الإبراهيمي فإنه لا يريد أن يكون طرفا في أي لقاءات أو استشارات مع بعثة الأمم المتحدة).
| 
