بحرين! هاتي أغاني البحر هامسة
فقد سئمت ضجيج المجد والنشب
الصوت لحنٌ من الاغوار.. يأخذني
إلى المغاصات.. مهد اللؤلؤ الرطبِ
ومركب الهند يجري في مواجعه
اوّاه لو نحن ندري حرقة الخشبِ
وحدثيني عن البنت التي ذهلت
عن القناع.. فألقته من الطربِ
عن اغتنام زمان قبل فرقته
عن العيون أصابتنا.. ولم تُصَبِ
عن الشفاه - وما تحويه من عسل
عن الخصور التي ماست على القصبِ
بحرين! هذا اوان الوصل فأقتربي
وحرّكي العود عن دُنيا من العجبِ
العودة إلى الأماكن القديمة
عدتُ كهلاً تجرّهُ الاربعونُ
فأجيبي: أين الصبا والفتُونُ؟
مل روحي الظما.. فأين (عذاري)؟
وبقلبي الهوى.. فأين الجفون؟
ما تغيّرت.. أنت ليلى التي أعشقُ..
لكن تغيَّر المجنونُ
عدت بحرينُ.. لا الفؤاد فؤادٌ
مثل امس.. ولا الحنين حنينُ
قدري كان بالجراح سخياً
والذي يلثم الجراح ضنينُ
الفُ شمسٍ تفجرتْ في جبيني
عجباً كيف ما تلاشى الجبينُ؟
جرّعتني اوصابهَّن.. عصورٌ
وسقتني اوجاعهن.. قرونُ
عدتُ والشيب بارق عبر فودي
وعلى مُقلتي غيمٌ هتونُ
وسميراىَ: حرقتى والقوافي
ونديماي: غربتي والشجونُ
ألبستني ثوب الغبار الصحارى
فأنا فيه لا أكاد أبينُ
اتذكرّتِ يا حبيبة وجهي
ام تُرى نكرّته هذي الغضون؟
لا عتابٌ إذا نسيت عهودي
لك، شأن الحسان، قلب خؤونُ