باسم كل التربويين في بلادنا أتقدم إلى والدة ووالد المرحوم الطالب سعد الدكان بخالص العزاء والمواساة على مصابهما الجلل داعياً الله ان يمنحهما الصبر وأن يعوضهما خيراً. كما يعلم الجميع قضى سعد نحبه تحت عجلات سيارة داخل فناء مدرسته وأمام مرأى من زملائه. نعم نحن نؤمن أن وفاة سعد تبقى في نهاية الأمر قضاء وقدر لم يكن ممكناً منعه مهما كانت درجة تشدد احتياطات السلامة التي اتخذتها مدرسته, ولعلنا في هذه اللحظة نتذكر ايضاً تلك الطفلة البريئة التي لفظت أنفاسها تحت عجلات باص مدرستها.
لقد تم تشكيل لجنة للتحقيق في حادث سعد الأليم, هذا أمر طبيعي ومتوقع. إني على يقين تام بأن التحقيق في هذا الحادث المفجع سيفتح من جديد ملف سلامة طلابنا. مدارسنا يجب ألا تكون معنية بتربية وتعليم طلابها فقط, بل عليها قبل ذلك وبعده ان تعني بالحفاظ على سلامتهم من كل ما يهدد حياتهم أو يؤذيهم جسدياً أو نفسياً. نتوقع من لجنة التحقيق المذكورة أن تقدم لنا نحن أولياء أمور الطلاب - قل غيرنا - ما يطمئننا إلى فاعلية الإجراءات التي تتخذها مدارسنا لتحافظ على سلامة أبنائنا طالما هم في عهدتها. تقرير لجنة التحقيق يجب أن يسمي أولئك الذين يباشرون مسؤولية سلامة أبنائنا ويحدد طبيعة مهامهم وحدود مسؤوليتهم وآلية التفاعل بينهم وسبل الرفع من مستوى أدائهم ووعيهم بمهامهم.
( * ) كلية المعلمين بالرياض |