في مثل هذا اليوم من عام 1990 بدأت الحكومة الأمريكية عملية البث التليفزيوني لمحطة تي في مارتي لعرض برامجها داخل كوبا الشيوعية. ولكن هذا المشروع لم يكن سوى محاولة فاشلة لإضعاف نظام حكم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
عملت محطة تي في مارتي تحت رعاية (فويس أوف أمريكا) أو صوت أمريكا، وهي هيئة إذاعة وتليفزيون تم إنشاؤها في الأربعينات من القرن الماضي لبث الأخبار والحملات الإعلامية لجميع أنحاء العالم، وخاصة الدول الشيوعية.
أما تي في مارتي، التي كانت تعتبر أحدث الإضافات بهذه الترسانة الإعلامية في ذلك الوقت، فقد كانت ثمرة الضغوط المتزايدة لجماعات الضغط الكوبية الأمريكية، إلى جانب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ البارزين وبعض ممثلي ولايتي ساوث فلوريدا ونيوجيرسي (التين تقطنهما أعداد غفيرة من المواطنين الكوبيين الأمريكيين). وقد حاولت تي في مارتي إلقاء الضوء على الحياة الأمريكية ونقلها إلى الكوبيين.
ولكن سرعان ما بدأت التساؤلات حول شرعية تي في مارتي ومدى تأثيرها. فالقانون الدولي يحرم نقل إشارات تليفزيونية إلى دولة أخرى إذا كان هذا النقل يتعارض مع أوقات البث التليفزيوني المعتادة بهذه الدولة. إلا أن ممثلي هذه المحطة أكدوا أن إشاراتهم يتم بثها على قنوات غير مستغلة بكوبا. أما بالنسبة إلى مدى تأثيرها، فقد عملت كوبا على التشويش على إشارات تي في مارتي بمجرد بداية عملها رسمياً. وبذلك لم يصل إرسالها بصورة معقولة إلا لعدد ضئيل جدا من الناس في ضواحي العاصمة الكوبية هافانا.
كانت تي في مارتي دليلا واضحا على قوة العداءات التي سببتها الحرب الباردة. وكذلك القوة التي أصبحت عليها جماعة الضغط الكوبية الأمريكية بالولايات المتحدة.
من المعروف أن كلا من الولايات المتحدة وكوبا جمعتهما حرب دبلوماسية ضارية منذ تولي فيدل كاسترو السلطة في عام 1959. وقد حاولت الولايات المتحدة عن طريق العديد من المخططات إقصاء كاسترو من موقعه طوال العقود التالية. وفي هذه الأثناء، اكتسبت جماعة الضغط الكوبية الأمريكية نفوذا واسعا في واشنطن، حيث تمتعت هذه الجماعة بالتنظيم والتمويل الجيدين. فعلى الرغم مما حققته تي في مارتي من فشل ذريع في مهمتها لإضعاف نظام كاسترو، إلا أنها ظلت تتلقى الدعم المادي ، ومازالت موجودة حتى يومنا هذا.
|