حينما ألقى تلميذي تلك الكلمة الجميلة بعنوان (مطية لا تتأخر) كان أثرها كبيراً في نفسي ونفوس كثير من المدرسين والطلاب، وحينما طلبت منه نص الكلمة، وسألته من كتبها له، وجدتها إحدى مقالات الدكتور عبدالرحمن العشماوي في زاويته دفق قلم، نقلها وألقاها، وعلمت منه أنه يتابع مع أسرته هذه المقالات ويحتفظون بها في ملف خاص، وحينما سألته عن السبب قال فيها فوائد كثيرة وطرائف وقصص وتوجيهات ممتازة ووالدي ووالدتي يتابعونها كل يوم بلا انقطاع ويقرؤونها علينا حتى أصبحت أنا قارئاً لها يومياً.
قلت في نفسي كم نحن بحاجة إلى هذا التكامل بين البيت والمدرسة والوسيلة الإعلامية، والمسجد، والشارع لأن هذا التكامل يحافظ على توازن التلاميذ واستقرارهم النفسي وشعرت بالامتنان لجريدة الجزيرة بقيادة رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك وفقه الله التي أصبحت عند القارئ جريدة الفضائل ومكارم الأخلاق والعمل الصحفي الناجح، وجريدة الدعوة إلى التلاحم الوطني والتكاتف والالتفاف في أوقات الأزمات.
ثم إنني فرحت فرحاً كبيراً كمرب بما ذكره تلميذي عن عناية أسرته بتثقيف أبنائها وبناتها، فنحن في مجال التربية والتعليم نشعر بأهمية هذه العناية في بناء جيل قوي متماسك في مواجهة الغزو اللا أخلاقي الذي تشنه وسائل الإعلام التي انحرفت عن أخلاق الإسلام وقيم العروبة.
ثم إنني شعرت بدور الكاتب الكبير في نشر الخير والفضيلة في المجتمع كباراً أو صغاراً وبدور الكلمة البليغة في الناس وهذا ما يجعلني أحيي من الأعماق صاحب القلم الأصيل المتدفق الشاعر عبدالرحمن العشماوي سلمه الله وحفظ قلمه الجميل.
وتحية من الأعماق للجزيرة الجريدة المشرقة دائماً.
عبدالرحمن البانمي / الرياض |