قرأت ما سطرته أنامل الكاتبة الفاضلة الأستاذة فاطمة العتيبي الصحفية المعروفة ورئيسة التحرير في مجلة البنات ثم مجلة المعرفة وصاحبة القلم المتميز وذلك في زاويتها (نهارات أخرى) بجريدة الجزيرة بالعدد رقم 11468 بعنوان (الخُلع في محاكمنا) ولما عُرف عن الكتابة من مقالات رصينة ومفيدة إلا أنها في مقالها ذاك شطحت واخطأت الطريق وخطأ مثلها مضاعف.
ففي بداية مقالها تقول عتباً على القاضي (اصبري فالطلاق أبغض الحلال عند الله).. كما تقول ( هذا زوجك وأبو عيالك) كلام القاضي للمرأة التي ترغب الطلاق من زوجها.
ثم تختم مقالها بكلام أبعد عن الصواب من سابقه حين تقول (المرأة حين تطلب الطلاق دون سبب بيّن او عيب شرعي فهي تطلب حقاً أيضاً هي تريد أن تعيش حياة تختارها فمن حقها أن تنال طلاقها مقابل ردها المهر الذي تسلمته) استعين بالله وأقول:
كيف تستنكر وتستغرب وترفض قول القاضي (اصبري فالطلاق أبغض الحلال عند الله) وهو تذكير للمرأة الناشز بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى لحرص الإسلام على الاجتماع وعدم التفرق.
بل إن القرآن الكريم أكد عند وقوع خلاف بين الزوجين إلى محاولة الإصلاح فقال تعالى في محكم التنزيل { فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا} (35) سورة النساء وذلك محاولة للإصلاح بينهما إذا وقع الخلاف فكيف يشرع بلا سبب وكثيراً ما حصل اجتماع بسبب تريث القاضي في تأخير الطلاق وعادت الأمور إلى أحسن حال بين الزوجين ووعى كل منهما حقوق الآخر ثم إن الطلاق انهاء لعقد موثّق وفيه ضرر أكثر على الزوجة وعلى الزوج أيضاً وتشتيت للأسرة وضياع للأولاد وتقاطع بين الأسر وهل الأهم في الزواج هو المهر حتى يكون هو الفاصل.
وفي قولها كنا نرى والدنا وهو يأتي بما يريد هو بنفسه دون أن يطرح أوامره على الوالدة أو علينا نحن البنات وكأنها ترى أن هذا هو الصواب لاشك أن ذلك خلاف الواجب فخدمة الوالدين من أوجب الواجبات. وأفضل القربات.
كما أن القوامة للرجل كما قال تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } (34) سورة النساء.
ثم تختم مقالها بكلام أبعد عن الصواب من سابقه حين تقول (المرأة حين تطلب الطلاق دون سبب بيّن او عيب شرعي فهي تطلب حقاً أيضاً مقابل ردها المهر الذي تسلمته) وفي كلامها مخالفة شرعية واضحة وغير مقبول سواء من الرجل أو من المرأة ويرفضه أهل الزوجين والمجتمع لما فيه من الأضرار الكبيرة على الطرفين واولادهما وأسرتيهما بل يأثم فاعله ويتحمل وزر هذا التفرق الذي لا مبرر له مادام بلا سبب.
وعلى الزوجين مراعاة ما بينهما من ميثاق وبذل الوسع من القاضي أو الأهل لمحاولة التوفيق بينهما للإصلاح هو الصواب وهو الذي حث عليه الإسلام وأمر به الشارع وأكد عليه.
وعلى الرجل تحمل ما يحصل من خطأ أو تقصير أو خلافه ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :( لا يترك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وعلى المرأة ألا تحاسب على أي خطأ وألا تطلب الكمال فالكمال لله وحده والله أسأل للمسلمين الخير والصلاح والفلاح.
كما اسأل للكاتبة الفاضلة التوفيق والسداد.
سلمان البداح / الزلفي |