الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى.. وبعد:
فإن من أصعب اللحظات التي تمر على الإنسان في حياته لحظات الفراق، سواء كانت بالموت أو بالهجرة أو لأي سبب كان.. وأنا أعتقد أن وجع الفراق ونار الوداع لا بد أنها قد مرَّت علينا جميعاً نحن البشر، وكل منا قد اكتوى بلوعاتها، ولأننا -ولله الحمد- نمتلك الركن السادس من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره، فنحن نتقبله بصدر رحب طائعين لأمره تعالى، مؤمنين بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا.
وآخر ما سمعت من هذه النوعية من الأخبار المحزنة وفاة والدة أستاذنا العزيز والد الجميع عبدالهادي الطيب في فلسطين، ولا شك أننا جميعاً قرأنا ما سطَّره يراع كاتبنا في والدته عليها موفور الرحمة، شارحاً حبه لها وكيف أنه لم يرها منذ سنين، وأن الموت قد اختارها قبل أن يلتقيا. ويعلم الله كم حزنت أنا شخصياً -كما حزن غيري من قراء الجزيرة بأكملها- على وفاتها.. فلك مني أيها الطيب ومن قراء الرأي خالص العزاء والمواساة. رحم الله جسد أمك الطاهر، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة هي وأمهاتنا وأمهات المؤمنين، وأدام عليك شموخك وعافيتك وعطاءك. وليذهب الحزن بعيداً إن شاء الله، وتنعم (الرأي) بالفرح الدائم بوجودك.
ولك مني خالص الامتنان.
|