ولأن قمة تونس العربية ليست كباقي القمم العربية, كون الجماهير العربية والمحاصرة بجملة هموم مصيرية, حياتية وقومية, ترى في هذه القمة بصيصاً من الأمل ليخرق مساحات الإحباط التي تحيط بالمواطن العربي أينما يتواجد.
فالدول العربية جميعاً وبلا استثناء مهددة, فبالاضافة إلى وجود بلدين تحت الاحتلال الأجنبي, تحاصر العرب دعوات بالتدخل في شئونهم الداخلية بدعوى فرض الإصلاح, وتلقيم العرب قيماً وأنماطاً حياتية, وقوالب سياسية معدة ومصنوعة في الخارج لا تخدم إلا مصالح من وضعها ومن يريد فرضها على العرب المتهمين بالإرهاب وهم المبتلون أصلاً بالإرهاب.
قبل أسبوع بالضبط ارتكبت إسرائيل المحتضنة من قبل مصدري دعاوى الإصلاح جريمة بشعة باغتيال رمز ديني وسياسي, رجل مقعد يعاني من أمراض عدة وهو خارج من المسجد بعد تأدية صلاة الفجر.
رسالة الإرهاب الإسرائيلية ودعوات التدخل في الشأن العربي المغلَّفة بسلوفان (الإصلاح) تفرض على قادة الأمة العربية الذين سيجتمعون بعد غدٍ الاثنين في تونس, أن يتجاوزوا الواقع المؤسف الذي آلت إليه الأمة العربية بكل دولها وشعوبها وإمكانياتها وقدراتها, وأن يكسروا حالات الإحباط التي تكاد تطبق على أنفاس العرب جميعاً أنظمةً وحكومات وشعوباً, وذلك بالارتقاء والسمو إلى أماني وطموحات الجماهير العربية التي تريد موقفاً موحداً يلغي حالة التشرذم التي أوصلت الأمة الى الحالة المتردية التي تعيشها , والإقدام على اتخاذ إجراءات وخطوات تؤسس لإصلاح حقيقي ينبع من داخلنا العربي يقضي ويعالج مظاهر الفساد المستشري في المؤسسات العربية ويتيح للجماهير العربية من خلال مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في صنع الحاضر والمستقبل العربي بعد أن أصبح الجميع مهدداً، فارضاً علينا جميعاً أن نتعامل إيجابيا مع من يهدد أمتنا ودولنا؛ لنضمن المستقبل والحياة لأبنائنا وأجيالنا.
|