آلآءُ عزمك والإيمانُ قد رسما
حباً تفجرَّ في الأكباد واضطرما
حملتَ روحَك في كفيك محتسِباً
أَجْرَ الجهاد فكنتَ الفارسَ العَلَما
لك الملايينُ أرواحاً مجندةً
تفديك من مُقْعَدٍ لا يرهبُ العدما
ملأتَ أيامَ دنيا المجد أغنية
تسبِّح الله لا نِداً ولا صنما
حملتَ شعلةَ إيمانٍ فعانقها
شَعْبٌ بحبِّك ما استثنى ولاكتما
تناذروا في سبيل الله أنفسَهم
لا عَهْدَهم نكثوا لم يحنثوا قسما
نادوا إلى الله فانثالت كتائبُهم
تردُّ مَنْ شاب في الطغيان واحتلما
منيةٌ تأخذ الباغي مجلجلةً
لما رميتَ.. وبأسُ الله عنك رمى
عزيمةٌ أنبتت شعباً تُسابِقه
إلى الجهاد نفوسٌ قد عَلَتْ هِمما
حبيبَنا.. القدس قد أودعتها صُبُراً
عند اللقاء وفي ساح الفداءِ هُمَا
ما بين طالب حقٍ سوف يدركه
أو طالبٍ جنة الفردوس مغتلما
كتائباً.. وفُرادى ملءُ همتهم
إرادة قد تناهى بأسُها وسما
لله أنتَ أميراً للجهاد على
كرسيه مقعداً.. بالله معتصِما
تطاوَلَتْ بك للأمجاد سابقةٌ
إلى الجهاد وعمر قد زكى ونما
تبثُّ روح الفدا فتيانَ قد صدقوا
ما عاهدوا الله صانوا العهد والذمما
حتى إذا ضاق بالباغي جلالكمُ
وجربوا الغدر تخريباً وسفك دما
استأثر الله أن تلقاه مُرْتدياً
ثوبَ الشهادة نهجَ الحق ملتزما
كتابَك اقرأ - بإذن الله - مغفرة
وفي يمينك لا يسراك مستلما
مع الذين إلى رضوانه قدموا
سبحانه فاز من رضوانَه قدما
حبيبنا وحبيبَ القدس معذرةً
الحق أصبح بين الناس متَّهما
والمسلمون.. على آلامهم رضعوا
ذلاً أماتَ قلوباً واشترى ذمما
لهم من العار أثوابٌ وأرديةٌ
وأُشْربوا حب دنياً شَرُّها احتدما
مات الجهاد على أعتاب ليلهمُ
ولذةٍ.. تُوْرِدُ الخسران والندما
حبيبَنا بذرةٌ أنبتَّها فَنَمَتْ
وأيْنَعَتْ فِتْيةً كالغيث حيثُ همى
ربحتَ بيعاً أبا الأبراروانطلَقَتْ
بك المروءاتُ تفدى الأنْفُسُ الحرَما
عن أول القبلتين العينُ ما رقدت
والقلبُ ما فارق المحرابَ مذفُطِماَ
يا مقعداً.. فاز كرسيٌ بصحبته
قل للملايين..ما معنىالجهاد وما
معنى إمام يهزُّ الظلمَ مَقعْدهُ
وقائمٍ ما على تفريطه..ندما
شُلَّتْ يمينٌ وأقدامٌ ينوء بها
جسم وقلب (بمهر) الجُبن قد خُتما
لديك يا أحمد الياسين قد خَشَعَتْ
قلوبهم وعيون قد ذَرَفْن دما
على ثَرَى (غزة) سارت مواكبهم
يودعون شهيداً مات مبتسما
أبا المحمدِ.. طوبى الصبرُ منزلةً
ومقعدُ الصدق في أُخراك مستلِما
وبارك الله.. ما ايقظتَ من همم
وأمةٍ كنتَ في وجدانها العشما
تركتَ روحاً ستحيي كلَّ هامدةٍ
في أمة مَلَّتْ التسويف والسأما
إليك شيخَ الجهاد القلبُ مُلْتَفِتُ
عند الوداع وفيك الجرحُ ما التأما