* تبوك - عبدالرحمن العطوي:
قبل اصطحاب القاتل إلى موقع تنفيذ القصاص لتنفيذ الحكم الشرعي جراء قتله احد الأشخاص وعند تلاوة بيان وزارة الداخلية واستعداد السياف لتنفيذ القصاص أعلن والد القتيل عفوه عن القاتل لوجه الله تعالى عندما هلل وكبر الجموع التي حضرت موقع التنفيذ.
(الجزيرة) بدورها التقت المعفو عنه (القاتل) عبدالكريم عناد الغريض 21 عاماً حيث باركت له هذا العفو فتحدث ل(الجزيرة) فقال: لقد ولدت من جديد فطوال الطريق من مقر سجني إلى موقع القصاص وأنا أدعو الله أن يعفو عني والد القتيل عايض بن صبر حتى لحظة انتظاري وانا أدعو الله وأرتجيه لمعرفتي بكرم وشهامة ورجولة عائلة آل بن صبر العسيري فلقد أعتق رقبة فجزاهم الله كل خير فوالله إنني عاجز عن شكرهم فأنا لي بالسجن أربع سنوات وسبعة أشهر تقريباً فدخلت السجن وأنا صغير حيث كانت حادثة القتل التي أندم عليها أشد الندم كل يوم والله يعلم كيف يكون ندمي وأسفي في لحظة طائشة قتلت فيها نفسا وأقول العفو من شيم الكرام والعفو عند المقدرة وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم وأن يوفقهم فهذا الموقف يسجل لهم بمداد من ذهب.
وأضاف في حديثه ل(الجزيرة) : لقد تعلمت الشيء الكثير داخل السجن حيث واصلت دراستي وحصلت على شهادة الثانوية العامة وأن الانسان في مثل هذه المواقف يحاسب نفسه فهذا درس لن أنساه طوال عمري ولن أنسى موقف عائلة بن صبر - حفظها الله - من العفو عني لحظة تنفيذ القصاص وإنني اسجل كلمة شكر وعرفان لكل من سعى في عمل الخير وطلب الاجر والمثوبة من الله في محاولة للصلح وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك - يحفظه الله - وأسأل الله ان يجعل كل المساعي التي بذلت سابقاً في موازين حسناتهم.
كما تحدث ل(الجزيرة) مدير دار الملاحظة الاجتماعية بتبوك د. منصور بن حمزة الملوقي فقال: إن المعفو عنه الشاب (عبدالكريم عناد الغريض) كان من الموقوفين بالدار منذ سنوات والطالب من حفظة كتاب الله الكريم ومنتظم في حلقات التحفيظ ومن الذين يثنوا عليهم جميع المعلمين والباحثين الاجتماعيين بالدار ولم تحدث منه أية مشكلة طيلة فترة بقائه في الدار ومنفذ لكافة التعليمات والتوجيهات ومن المواظبين على الصلوات الخمس باستمرار وكل من يعرفه يرى الندم الذي كان واضحاً على محياه من القضية التي وقف بها ويعلن ندماً علناً أمام جميع منسوبي الدار وأسأل الله ان يكون درساً ولا نملك إلا أن نشكر أسرة القتيل - رحمه الله - على موقفها الانساني وتنازلها عن القاتل.
|