** استفتيتُ قبل عام من الآن ما يقارب مائتي امرأة من كافة الشرائح التي تمثل المرأة.. عن أبرز القضايا التي يمنحنها الأولوية في حياتهن.. وتجاوبت مع الاستفتاء مائة وثلاث عشرة امرأة من النخب الفكرية والتربوية والمهنية المختلفة..
وأظهرت نتيجة الاستفتاء الذي أردته خارطة طريق لعملي في مجلة المعرفة أن أبرز خمس قضايا تلح النساء على طرحها وإيجاد حلول سريعة لها.. هي:
- التقاعد المبكر بنسبة 30.58%
- تربية الأبناء في ظل المتغيرات 29.38%
- عدم قدرة التعليم على تحفيز التفكير 27.13%
- مشكلات تعليم المرأة في القرى والريف 27.12%
- المشاركة السياسية للمرأة في مجلس الشورى والمجالس المختلفة 23.73%
وقد طرحت العينة ما مجموعه خمس وخمسون قضية، جاءت في المرتبة الرابعة والخمسين حسب الأهمية قضية قيادة السيارة.
** وحيث إني متابعة لما تطرحه وسائل الإعلام حول مسألة المرأة وقضاياها والحديث باسم المرأة السعودية وتبني وجهات نظر مخلوطة لا توافق عليها كل النساء..
أحسست بدهشة وغرابة..
فلم تلح المرأة على طرح قضية التقاعد المبكر.. ولم تأخذ هذه القضية الأولوية لديهن.. لا شك أن ثمة مؤشرات يمكن تفسيرها بأن المرأة تعلي من قيمة دورها الأسري وتسعى إلى الحصول على تقاعد مبكر بسنوات مخفضة يضمن لها نصف الراتب ويضمن لها الغطاء المادي الذي ممكن أن يحميها من نوائب الزمن..
فتسعد بالقيام بدورها الأسري دون ضغوط عملية ومادية..
والتفسير الثاني هو أن يكون العمل ذاته محبطاً للمرأة ولم يمنحها الإحساس العامر بالثقة والاستقلالية والرغبة في الاستمرار.. فربما قصور بيئات العمل لدى المرأة وعدم سن قوانين عملية تراعي خصوصية المرأة وظروفها الحياتية.. كإجازات أمومة مطولة وكحاضنات للأطفال في مقرات العمل.. والمرونة في الاستئذان ومواعيد الحضور والخروج.. وهي أكثر اتساعاً عند الرجال، بينما حاجة المرأة لها أكثر لرعايتها لأطفالها..
** الرغبة في تخفيض سنوات التقاعد المبكر.. والرغبة في طرحه كقضية ملحة للمرأة، ومناقشته كقضية اختيارية تجده مَن ترغب به توسيعاً عليها وفرحة لأداء أدوار حياتية أخرى..
** لقد داخلني حزن بسيط.. فكان بإمكاننا أن نقدم الكثير من أجل بيئة عمل مثالية للمرأة..
نحن بالتحديد.. أولى بأن نصنع هذه البيئة.. لأننا معنيون بشكل كبير بإعلان الشأن الأسري وقيمته وقيمة دور المرأة فيه.. دون أن نحرمها من حق العمل والمشاركة الطويلة المدى.
|