** هل تصدق.. أن بوسعك داخل مدينة الرياض.. أن تتفق مع شركة متخصصة في الأزفلت.. وتضع (عقُوماً).. أو ما يسمونها (مطبات) في أي شارع تشاء.. وبالحجم وبالشكل الذي تريد.. حتى لو أردت أن تضع مطبات أو عقوماً لا تسير من فوقها السيارات الصغيرة.. والدليل على هذا.. أن اكثر هذه المطبات.. تآكل أعلاها بفعل حك أسفل السيارات.. ولك أن تتخيل.. حجم الأضرار والتلفيات.. التي أصابت تلك السيارات.. من جراء (الْحَكْ) المستمر والمتواصل.. في تلك العقوم.. التي مهمتها.. تدمير السيارات.. والتي وُضعت هكذا.. دون استئذان حتى ولو مراقب البلدية الذي يسير في الشوارع يبحث عن المخلفات.
** هذه (المطاب) أو العقوم.. خاضعة لمزاج البعض فبمجرد أن يشعر أحد سكان الشارع برغبة في أن يرى العقوم أو يرى السيارات تتكسر أمامه.. ما عليه سوى أن يذهب لإحدى الشركات المتخصصة في الأزفلت.. وكل عقم بخمسين أو مائة ريال.. وهكذا يُحوِّل الشارع إلى عقوم.. والحسبة بسيطة.. خمسمائة ريال.. فلا الشركة ولا الشخص الذي وضع العقوم ولا غيرهما.. سيسأل.. لماذا عمل هذا العمل.. بل إن بوسعه ان يُعقِّم الشارع ثم يمضي ويترك العقوم الأزفلتية دون أن يدري أحد من الذي عمل هذا العمل.. ومن الشركة أو المؤسسة التي نفذته.. فلا البلدية.. ولا المرور.. ولا الشرطة.. ولا أي جهة أخرى لديها علم.. وكأن الشارع صار ملكاً لفلان وعلان.. وكأن مسألة تشييد العقوم أصبحت عملية متاحة لمن يريد.. والغريب أن البلدية لا تزيل أي شيء وضع دون أخذ موافقة مسبقة منها على ذلك.
** هناك أحياء تحولت كل شوارعها إلى عقوم.. حتى سّمِّيت أحياء :حي المطبات أو حي العقوم.. وهناك شوارع لا يزيد طولها عن مائتي متر.. فيها عدد من العقوم.. بل إن بعضهم يتفنن في وضع العقوم.. فهذا يضع أزفلتاً.. وهذا يضع خرسانة.. وهناك من يضع ماسورة أو (جِذِعْ) وهناك من يضع مطبات متعرجة وهكذا.. فالمسألة اجتهادية ولكلٍّ نصيبه من هذا الاجتهاد.. والضحية.. نحن وسياراتنا وشوارعنا.
** صحيح.. هناك مجانين.. وصحيح هناك طائشون.. وصحيح هناك مراهقون..يجوبون الشوارع هكذا.. ويسرعون ويعرضون الأطفال للخطر ولكن.. هل هذا يُبرر (تعقيم) جميع شوارعنا والإضرار بالناس وتدمير سياراتهم؟
** ما ذنب الناس الذين يسيرون في هذه الشوارع وفي تلك المطبات؟
وكم من حامل أسقطت جنينها بسبب هذه المطبات عندما يصلها الإنسان فجأة!
** وكم من سيارة انعدمت مقدمتها وتهشمت وتكسر وجه السائق وسقطت نظارته وعقاله و(طقم ضروسه) بسبب هذه المطبات المفاجئة؟
** لا بد من وضع حد لهذه التصرفات الرعناء.. ولا بد من وضع ضوابط وقيود لمثل هذه الأعمال.
** لا بد من مرجعية.. سواء المرور أم البلدية.. ولا بد من أن يكون (شِيوَلْ) البلدية جاهزاً لكل عقم غير مرخَّص.
|