* الموصل - أ.ف.ب:
لم تخف الموصل كبرى مدن الشمال العراقي السنية يوماً ولاءها للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي مدته بأفضل ضباطه وأكثرهم وفاءً له، بينما يؤكد بعض سكانها اليوم أنهم ما زالوا على ولائهم لصدام رافعين شعلة البعث.
وقال طالب شاب من هؤلاء البعثيين: (لم نكن ناشطين يوماً كما نحن اليوم في السر). وقد تظاهر الطلاب في المدينة ثلاثة أيام بعد اعتقال صدام في 13 كانون الأول-ديسمبر 2003 ورفعت صوره من جديد في حرم الجامعة خلال تظاهرات أخيرة لإدانة اغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين في غارة إسرائيلية.
وقد لجأ نجلا صدام حسين قصي وعدي إلى هذه المدينة قبل أن يقتلهما الجيش الأمريكي في 22 تموز-يوليو 2003م.
وفي الموصل أيضاً يختبئ حسب الشائعات عزة إبراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في عهد صدام والذي أعلنت الولايات المتحدة مكافأة تبلغ عشرة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقاله.
وأكد الطالب نفسه الذي قال انه يدعى محمد الزبيدي (لم يتوقف وجودنا يوماً وسنبقى كذلك). وفي عالم يشهد انهياراً عقائدياً، تجد أسرة هذا الشاب التي قدمت (خمسة شهداء في القادسية) أي الحرب ضد إيران، كل الحسنات في أفكار البعث الذي تولى السلطة في 1968 قبل إسقاطه في 2003م.
وقال هذا الطالب: (هل يمكنك أن تجد عراقياً واحداً ضد الفلسطينيين وضد الوحدة العربية وضد الاشتراكية)؟ مردداً المحاور الكبرى للسياسة العراقية في عهد صدام حسين.
وأضاف أن (صدام حسين كان القائد العربي الوحيد الذي تجرأ على ضرب إسرائيل)، مشيراًَ إلى الصواريخ التي أطلقها صدام حسين على الدولة العبرية خلال حرب الخليج في 1991م. وحول الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان، يرى الطالب أن (الجثث التي عثر عليها في حفر جماعية ليست سوى بقايا خونة باعوا أنفسهم لإيران وأكراد حلبجة الذين لم يلقوا سوى ما يستحقونه لأنهم دعوا الجيش الإيراني إلى التدخل).
وفي المدينة مثقفون آخرون يريدون طي صفحة صدام لكن الإعجاب برجل قوي ما زال على حاله.
وقالت مدرسة البيولوجيا في جامعة الموصل شروق جاسم (علينا ألا نبكي على الأطلال. نحتاج إلى جيش قوي ونظام مركزي مهيمن ورجل قوي وبدون ذلك سيكون حكم العراق مستحيلاً).ويرى البعض في الموصل في ظهور الأكراد الذين كانت علاقاتهم متوترة مع النظام المخلوع، إهانة.
ولم يتردد طالب عربي في تشبيههم (بكيان يريدون أن يؤدي في العراق الدور الذي تقوم به إسرائيل في الشرق الأوسط).
وتابع أن (الاثنين مدعومان من الأمريكيين الذين لا يريدون سوى غرس خنجر في جسد الأمة العربية). أما الاستاذ الجامعي حسين إسماعيل خان فقد عبّر عن أسفه لأن السلطات الجديدة التي يرعاها الأمريكيون تنوي تغيير العلم وفرضت الكردية لغة رسمية ثانية في الشمال وأعطت الأكراد حكماً ذاتياً داخلياً.
وقال: (انني تركماني لكني أجد أن فرض الكردية لغة رسمية أمر غير مناسب. الأمة تحتاج إلى التنفس والتفكير بلغة واحدة (... ) وشخصياً اتنفس وأفكر بالعربية). وتابع خان الذي يعترف بأنه (كان بعثياً) انه ليس هناك سوى حل واحد للعراق هو (تشكل جيش قوي من جديد والسيطرة على الحدود لإتاحة قيام العراق).
|