Friday 26th March,200411502العددالجمعة 5 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

4-6-1391هـ الموافق 27-7-1971م العدد 353 4-6-1391هـ الموافق 27-7-1971م العدد 353
هل يستحسن الاعتراف بالذنب أمام الأطفال..؟؟

هل يجوز ويستسحن أن يعترف الوالدان بأخطائهما أمام أولادهما؟
هذه مسألة خطيرة لابد من معالجتها من كل الوجوه ومع مراعاة مصلحة الولد في كل الأحوال. فمن القواعد الذهبية في التربية ان مصلحة الولد ينبغي أن تتقدم على أي اعتبار آخر.
مما لا شك فيه من زاوية علم النفس, ان الطفل إنما ينظر إلى والديه نظرته إلى القدوة والمثال الأعلى, والوالدان يعرفان ذلك من مراقبة حركات الطفل وانفعالاته ولذلك يحاولان التصرف على أكمل ما يرام لعلمهما بان اولادهما يتشبهون بهما ويتقدون حتى بطريقتهما في الكلام أو الضحك إلخ.
ولكنه رغم المراقبة الدائمة الملموسة لدى الأب والأم لكيلا يقال كذا وكذا أو يفعل كذا وكذا (بحضور الاولاد) لابد أن يأتي يوم يكتشف الولد فيه موطن الضعف وموضع الطعن في سلوك أبيه أو أمه.
فقد قيل بصواب ان (الطبع غلب التطبع) وقال المثل الفرنسي: (اطرد الطبيعة فتعود اليك ركضاً!).
وما هو الأصلح في هذه الحالة؟ يبدو من أقوال خبراء التربية ان الاصلح هو الاعتراف بالذنب أو بالهفوة أمام الولد للسبب التالي: بما أنه ينبغي اختيار أيسر الضررين فإن الضرر الأيسر هو الاعتراف بالذنب. فإن الولد يكره الذي يخدعه ويكذب عليه. واذا لمس المخادعة لدى والديه اصبح يتحسب ويتحذر منهما. فلا بأس والحالة هذه , من أن يعترف الوالد أو الوالدة بمنتهى الصراحة بأن (الكمال لله) وان الخطأ والزلل من طبيعة الإنسان.
ولا عجب ان تزل قدم الوالدين إلى أعمال أو أقوال غير محمودة رغم سعيهما إلى الكمال. فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة كما قيل.وغاية الأمر في هذا الموضوع هي أن يلاحظ الطفل لدى والديه جهوداً متواصلة نحو الخير, فعندئذ يصفح عن والديه اذا انقاد أحدهما إلى فعل قبيح من غير إرادة منه.ودليل الطفل على هذه النزاهة الأخلاقية إنما هو الاعتراف بالذنب, فضلاً عن أن الولد يفهم أن المعترف بذنبه لا ذنب عليه, وعندئذ يجري هو نفسه على هذه العادة الحميدة ويعترف بذنبه كلما أذنب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved