* عمان - الوكالات:
في رسالة بعث جلالة العاهل الأردني الملك حسين إلى جميع ملوك ورؤساء الدول العربية على اثر موقف بعض هذه الدول من اجراءات الأردن ازاء المقاومة الفلسطينية أكد جلالته عودة الهدوء والحالة الطبيعية إلى بلاده ونفى بشدة الاشاعات المغرضة عن وقوع حوادث مجازر في الأردن ضد الفدائيين، وقد استهل الملك حسين رسالته بقوله:(في هذه الساعات التاريخية التي يجري فيها طعن الحق وطمس معالمه كل لحظة ونحر الاخوة والتنكر لها كل دقيقة وجدت من واجبي أن أخاطبكم وأنتم تتولون المسؤولية الأولى في بلدكم الشقيق وتسهمون في حمل الأمانة المشتركة تجاه أمتكم وقضية مصيرها الواحد.
ثم ذكر جلالته في رسالته بشيء من التفصيل أهداف العدو في المنطقة وحصرها في ثمانية أهداف رئيسية تناول فيها تحطيم الروح المعنوية لدى سكان الأرض المحتلة ونسف الوحدة الوطنية في الأردن ثم الايقاع بين دول المواجهة لاعاقة التنسيق والتعاون العسكري والسياسي فيما بينها، والهاء العرب وأشقائهم في معارك جانبية وكذلك تعطيل الجهود التي تبذلها دول المواجهة وبالأخص الأردن في ميادين التسليح والتدريب وبناء القوة العسكرية.
وأخيراً تحقيق أمن وسلامة قوى الاحتلال في كل الأرض المحتلة من خلال تفتيت كل طاقة شعبية وصرفها عن الاتجاه لمقاومة الاحتلال والظلم والعدوان.
ووجد العدو ضالته أول ما وجدها في نفر من الناس تعهدوا بأن ينفذوا في الأردن ما كان ينبغي أن ينفذ ضد العدو من أدوار. ثم تجاوزت أماني العدو حدودها المرسومة وتخطت امال حدود الممكن والمعقول حين رأى وقفة الأردن في وجه كل ذلك تقابل من أمته ومن أخوته ومن أشقائه ومن أهله وعشيرته بالاستنكار والتجني والظلم والبهتان. وعلم الله أن العدو حين خطط ودبر ورسم وتآمر لم يكن يأمل في يوم يجئ سريعا واذا بالجهد أكثر الجهد ينثني عن مواجهة العدو ليواجه به الأردن والامكانات أكثر الامكانات ترتد عن محاربة العدو ليحارب بها الأردن وبالطاقات أكثر الطاقات تنصرف عن واجبها في خدمة القضية وانقاذ الضمير ليجرح بها الأردن ويشتم بلا حساب).
ومضى الملك حسين يقول (من هنا رأيت من واجبي أن أكتب لكم في هذه اللحظات وأعاد توكيد الحقائق التالية باسهاب:
أولا- إن الحالة في الأردن الصامد طبيعية وعادية وهادئة.
ثانيا- الحديث عن مجزرة مزعومة أصبح الآن حديث افتراء وكذب وتهويل.
ثالثا- إن النتيجة الوحيدة والرئيسية لما وقع هي إزالة الشوائب التي يمثلها المندسون على المقاومة والذين أثبتت الوقائع تعاملهم مع العدو.
رابعا- أصبحت الأرضية مهيأة في الأردن أمام المقاومة لاعادة تنظيم نفسها على أسس صحيحة وسليمة تؤمن لها القوة والفاعلية وتضمن لها النمو والاستمرار.والأردن مستعد لأداء الدور الأكبر والأهم في هذا المجال لأنه هو بلد القضية وشعبه هو شعب القضية.
خامسا- وفي الوقت ذاته فان الأردن بشعبه الواحد اذ يؤمن بقدسية المقاومة التي تنبثق من صميم ذاته ليؤمن بأن ليس من حقه التدخل عن قريب أو بعيد في الشؤون الداخلية لأي من اخوته وأشقائه وهو بنفس المقدار لا يقبل من أحد أن يتدخل في صميم شؤونه الداخلية كائنا من كان. وهو اذ لا يفرط من كرامته الوطنية بمثقال ذرة مستعد لأن يرد عن تلك الكرامة ويدافع عن مواقفه وتضحياته بكل ما أوتى من قوة.
سادسا- إن الأردن يلقى على أولئك الذين اندسوا في صفوف أبنائه وراحوا ينفذون بوعي أو بدون وعي مخططات العدو ومؤامراته مسؤولية كل الدماء التي أريقت والخسائر التي وقعت في صفوف شعبه وقواته المسلحة وما تسبب عن ذلك كله من أذى للأردن نفسه وللأمة العربية كلها.
سابعا- الآن الأردن لم يتخل عن اتفاقية القاهرة ولم يتنكر لها ولا لما تبعها من اتفاق مع المقاومة الفلسطينية بل على العكس من ذلك فهو مؤمن كل الإيمان بالركيزتين الأساسيتين لتلك الاتفاقية وهما سيادة الدولة وحرية العمل الفدائي.
ثامنا - اننا نرحب بأشقائنا يأتون إلينا على أي مستوى ليشاهدوا ويتحروا الحقيقة بأنفسهم كما أننا ندعو اخواننا في دول المواجهة نفسها إلى اجتماع يبحث فيه الموضوع برمته من خلال خطط الجبهات الثلاث الشقيقة وفي نفس الوقت فإن الأردن مستعد للبحث مع أشقائه العرب في كل ما يعود بالخير على القضية المقدسة وكل ما يساعد على بناء القوة المطلوبة لاستعادة الحقوق وانقاذ المقدسات وهو ما نادى وطالب به منذ أمد بعيد).
| 
