في مثل هذا اليوم من عام 1999 فاز عمال التعدين السابقون المصابون بأمراض الرئتين بأكبر قضية تعويضات لإصابات العمل شهدها تاريخ بريطانيا القضائي.
حيث أبرم طرفي القضية صفقة لصرف تعويضات مالية قدرها ملياري جنيه استرليني.
وأصبح أكثر من مائة ألف عامل تعدين سابق مؤهلين للحصول على هذه التعويضات بعد إبرام هذه الصفقة التي أنهت 14 شهراً من المفاوضات بين المحامين ومكتب التجارة والصناعة.
وبمجرد انتهاء المفاوضات، تم الإعلان عن هذه الصفقة بالمحكمة العليا بكارديف، والتي قررت تحديد قيمة المبالغ التي ستمنح لعمال التعدين السابقين الذين يعانون بعض الأمراض بسبب تعرضهم لغبار الفحم بناء على مستوى إصاباتهم وعدد سنوات تعرضهم لهذا الغبار.
وقد قررت الحكومة البريطانية في ذلك الوقت إقامة 30 مركزاً عبر البلاد لفحص الحالات الفردية، وتحديد قيمة التعويض التي يستحقها كل عامل تعدين سابق.
وكان 65 ألف عامل من بينهم 15 ألف أرملة ممن فقدن أزاوجهن بعد إصابتهم بأمراض بسبب عملهم في تعدين الفحم، قد قاموا بتسجيل دعاواهم بالفعل حتي ذلك الحين، ولكن كان من المتوقع تلقي المزيد من الآلاف من مثل هذه الدعاوي.
يذكر أن عمال التعدين كانوا قد بدأوا أولى خطواتهم القانونية ضد الحكومة وصناعة الفحم الوطنية قبل 8 أعوام من هذا التاريخ.
مشيرين إلى أنه من المعروف منذ عدة عقود أن الغبار الذي ينتج أثناء عملية تعدين الفحم يسبب أمراض الرئتين، ومع ذلك، لم تتخذ التدابير الكافية لحمايتهم.وبعد 6 أعوام كاملة في المحكمة، فاز هؤلاء العمال بقضيتهم، لتبدأ المفاوضات على الفور حول حجم التعويضات. وقد رحب وزير الطاقة البريطاني آنذاك، جون باتل، بالتسوية التي تم التوصل إليها وطالب بسرعة صرف التعويضات للعمال قائلا: (هؤلاء العمال كانوا يعملون في ظل أسوأ ظروف للعمل في العالم).
بدأ العمال يحصلون على تعويضاتهم بعد شهر واحد من إبرام الصفقة التي شملت تعويضاتها عمال التعدين منذ عام 1954.
|