مساء اليوم بدرة الملاعب تكريم الرياضة والرياضيين من خلال نهائي كأس ولي العهد
العميد والقلعة بنجومهما الكبار في مهمة إمتاع الجماهير وحصد الذهب

  * كتب - خالد المشاري:
يتشرف شباب الوطن ورياضيوه مساء اليوم الجمعة بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، حيث يرعى -حفظه الله - المباراة النهائية على كأس مسابقة ولي العهد التي ستجمع الأهلي والاتحاد من محافظة جدة والتي ستُقام على استاد الملك فهد الدولي بالرياض.. وسيتشرف رئيسا وأعضاء إدارتي الناديين بعد نهاية المباراة بالسلام على راعي المباراة حيث سيتسلم الفريق الفائز كأس سموه إضافة للميداليات الذهبية، بينما سيحصل الفريق الثاني على الميداليات الفضية.. وكان الفريقان قد استطاعا الوصول إلى التشرف بلعب هذا اللقاء الكبير، بعدما تمكنا من تخطي أدوار المسابقة التي شارك بها جميع أندية الممتاز وأربعة من أندية الدرجة الأولى.
كيف وصل الفريقان للنهائي؟
يمثل طرفا اللقاء أشقاءهما الأندية المحلية الأخرى في هذا المحفل الشبابي الكبير، أحد الأهداف الرئيسية التي تضعها الفرق الكروية، وعلى ضوئه تخوض منافسات محتدمة سعياً لتسجيل خطوات متقدمة، في الطريق للحصول على النجاح بالتتويج والاتحاد والأهلي يقفان على مشارف تحقيق الهدف بإحراز لقب جديد يضاف لإنجازاتهما الذهبية.
فريق الاتحاد تأهل لهذه المباراة بعد مشوار سهل في بدايته صعب في نهايته حيث التقى الأخدود في دور الستة عشر وحقق العميد فوزاً سهلاً بنتيجة (3-0) سجلت عن طريق الثلاثي الأجنبي ديمبا وشيكا وجنتل.
وفي دور ربع النهائي كان للاتحاد مواجهة مع الاتفاق وحقق الفريق فوزاً صعباً (بالهدف الذهبي) الذي سجله خميس الزهراني في الدقيقة (14) من الشوط الإضافي الأول ليتأهل إلى الدور نصف النهائي ويكون على موعد مع مواجهة النصر بطريقة (الذهاب والإياب) حيث كان لقاء الذهاب في جدة وتمكن الاتحاد من حسمه لصالحه بنتيجة (3-1) سجلت عن طريق محمد نور وتشيكو وديمبا وفي لقاء الإياب بالرياض أكد العميد تفوقه على النصر وحسم اللقاء لصالحه بنتيجة (2-1) سجلها تشيكو وديمبا.. ليضع الفريق اسمه طرفاً في المباراة النهائية.
أما الأهلي فقد كان مشواره صعباً للغاية حيث واجه فرقاً كانت مرشحة لنيل لقب المسابقة وهي الهلال والشباب وكانت أولى مواجهاته أمام الوحدة في دور الستة عشر وحقق خلالها الفريق فوزاً سهلاً وبنتيجة (5-1) سجلت عن طريق نايف القاضي وأنطونيو وروجيريو (هدفين) وإبراهيم سويد لينتقل إلى الدور ربع النهائي ويستعد للقاء الشباب وبصعوبة بالغة خطف الفريق الأهلاوي الفوز بنتيجة (2-1) سجلت عن طريق طلال المشعل وروجيريو، وبالتالي أصبح على موعد مع مواجهة ساخنة مع الهلال في الدور نصف النهائي وفي لقاءين ذهاباً وإياباً وترقب الأهلاويون لقاء الذهاب في جدة وتمكنوا من حسمه لصالحهم بنتيجة (2-1) سجلت عن طريق طلال المشعل وإبراهيم سويد ليخوض لاعبو الفريق لقاء الإياب بنفسيات مرتاحة واستطاعوا الخروج منه بالتعادل السلبي ليعلنوا تأهلهم للمباراة النهائية أمام منافسهم التقليدي الاتحاد.
تكافؤ في الخطوط وقوة في الهجوم
يحظى الأهلي حالياً بظروف فنية متميزة فهو فريق متكامل عددياً ويضم نخبة مميزة من نجوم الكرة سواء من المحليين أو الأجانب ليبرهن على علو كعبه ومقدرته في التعامل مع اللحظات والمباريات الحاسمة بفضل ما تضمه تشكيلته من خبرات عريضة تتقاسمها خطوطه الثلاثة.. الأمر الذي هيأ الترجمة العملية لأفكار مدربه فالمير بشكل يصل إلى التطبيق الكامل حرفياً. فلا يحتاج المتابع لأكثر من بعض الوقت على مضي المباراة ليدرك أن حركية المجموعة الخضراء ناجمة عن وعي ودراسة تحكمها خريطة تكتيكية موضوعة بعناية فائقة.
ويخلو أداء الفريق من النواحي الجمالية دون أن يتخلى عن الجوانب الإبداعية في تضييق الخناق على مناطق القوة لدى الاتحاد بإجباره على الوقوع في الأخطاء ويتم استثمارها بصورة تبلغ ذروة السرعة.. يتحقق ذلك لو بلع الفريق الخصم طعم الاستدراج ومارس ضغطاً هجومياً في مناطق متقدمة بنصف الميدان تجاه مرمى الأهلي دون أن يضع في حساباته تغطية مناطقه الخلفية بالقدر الذي يحجم خطورة الارتداد الأهلاوي.
ويمثل الدفاع الأهلاوي ثقلاً في المنطقة الدفاعية بصلابته وسرعة تخليص الكرات من أمام مرماه بشرط أن يلعب رباعي هذا الخط بتركيز تام بعيداً عن الضغوط والنرفزة التي عادة ما يساهم بها حسين عبدالغني بعشوائيته وعنفه الأمر الذي يبطل مفعول الأهلي فنياً وتتوتر نفسيات بقية اللاعبين في الوسط يوجد كوكبة من النجوم يتقدمهم إبراهيم سويد والزهراني والمحمدي ويبقى هجوم الأهلي قوياً ومخيفاً بوجود المشعل الخطير وروجيريو (هداف الفريق) مما يؤكد خطورة الأهلي وعزمه الجاد على إسقاط منافسة التقليدي الاتحاد وخطف الكأس من أمامه كما فعل قبل موسمين ويظل الأهلي مرشحاً قوياً للفوز في ظل ما يملكه من نجوم قادرة على صياغة الإبداع الكروي.
الاتحاد فريق يجيد فن التعامل مع مثل هذه المناسبات، ولديه كم هائل من النجوم المتميزة بعطائها الفني ولن يتنازل الفريق عن هذه المباراة بسهولة لعدة اعتبارات أهمها أن الفريق المقابل هو المنافس التقليدي الأهلي الذي يأمل الاتحاديون أن يردوا له دين نهائي الموسم قبل الماضي وتلقينه خسارة مرة وبالطبع العميد في الوقت الحالي يملك كل مقومات النجاح من جهاز فني بقيادة كندينو ونجوم خرافية ولاعبين أجانب موهوبين ويتميزون بالقدرة الفائقة على التسجيل وكان لهم دور فعال في وصول الفريق إلى المباراة النهائية حيث سجلوا (7) أهداف من أصل (9) أهداف وهم السلاح الذي يهدد المرمى الأهلاوي منذ البداية.
وبالطبع الاتحاد يمثل مجموعة من النجوم المتألقة التي ستبذل قصارى جهدها لحرث الملعب بالفن والمهارة والمستوى المميز الذي يقودها للتفوق والانتصار الغالي الذي سيكون ثمنه كأس سمو ولي العهد.. والعميد بمدربه الداهية كندينو سينتهج أسلوباً يفاجئ به الأهلي حيث سيعتمد على الأسلوب الهجومي المكثّف منذ الدقائق الأولى لإحداث نوعٍ من التوتر والإرباك للاعبي الأهلي ومحاولة إبقائهم داخل ملعبهم معظم فترات المباراة لقطع أي إمدادات لمهاجميهم المشعل وروجيريو.
وإذا تم عزل هذا الثنائي فستكون خطورة الأهلي مفقودة وستزداد فرص العميد بفرض سيطرته على مجريات المباراة وتتضاعف حظوظه بخطف الفوز واللقب من أمام المنافس التقليدي الأهلي وهو ما سيضيف حلاوة زائدة على الكأس.
عموماً اللقاء بين فريقين كبيرين وكلاهما مؤهل للفوز واللقب وكل ما نتمناه أن نشاهد مباراة ممتعة بمستواها الفني ثرية بالمهارة والأهداف وتكون خالية من العنف والألعاب الخشنة ليستمتع بها الحضور والملايين الذين سيشاهدونها عبر شاشة التلفاز.