Friday 26th March,200411502العددالجمعة 5 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فنون الثقافة الاجتماعية فنون الثقافة الاجتماعية
فاروق صالح باسلامة

يظل الفن الشعبي في ثقافته الاجتماعية أروع الفنون الإنسانية والشعبية أصالةً واجتماعاً. وفي رأيي المتواضع فإن الرواية والقصة السمتان الثقافية والأدبية الأولى للناس في المجتمع العالمي، لأن فن الرواية القصصية هو رأس المفاهيم الأدبية عند الشعوب العالمية والبشرية على الإطلاق، سواء في كتاب أو تمثيلية إذاعية أو مرئية، أو على شكل قصصي من الأفواه في المجالس والقعدات الاجتماعية بصفة عامة. ولا تعني (الشعبية) هنا العامية فحسب، بل إن هناك سمات ثقافية في تلك المجالس والإذاعة والتلفاز تُروى أحايين بين أعضائها المجتمعين! وتقال على ألسنة أديب المجلس أو عمدته أو الحاضرين والنظَّارة المستمعين فيها. وللحيوية الشعبية مذاقها الاجتماعي والإنساني العام من خلال هذه الثقافة وفنونها الاجتماعية والشعبية. فالمجالس العامة ذات النكهة الشعبية تثريها الثقافة الاجتماعية والإنسانية والبشرية، بمعلوماتها وقيمها ورواياتها ووجهات النظر المتعددة حتى وإن اختلفت! ذلك أنها تجمع فئات متعددي الأفكار والألوان والأجناس والأنظار، الأمر الذي يفتن من خلالها الراوية أو (الحكواتي) على سبيل المثال، في السرد والرواية والقصة والإبانة اللغوية في هذه الفنون من قيم وآداب واجتماعيات وآراء وأفكار ومعاني إنسانية واجتماعية تعطى انطباعات إنسانية خلاقة وحساسة وشفافية في هذا السرد العام الذي يُعدُّ ثقافة اجتماعية وفنية وشعبية، يستفيد من خلالها الأولاد من الشباب والفتيان تأهيلاً لسانياً وفكرياً اجتماعياً ولغوياً وأدبياً!! حتى يستوي على هذا الاجتماع العام، بالمران والتلقين والإفادة لمستقبل راشد ومجتمع حاشد وحياة طبيعية تتسم بالخبرة اللغوية، والشعور الإنساني والإحساس بالمسؤولية. إن الثقافة الاجتماعية ذات فنون متعددة وصنوف مختلفة في مادتها الأدبية ومحتواها الإنساني وأسلوبها البياني، وليست الرواية القصصية مقتصرة على هذه الثقافة في العطاء المعنوي فالحكمة ذات الموعظة الحسنة والمثل الدارج والإلقاء الجيد.. كل أولئك داخل فيما نقصد من هذا البيان الثقافي والاجتماعي والفني من فنون الثقافة الاجتماعية والبشرية والإنسانية!!
والفن الشعبي لا ينحصر في العامية من التعبير والإنشاء والاستشهاد والإنشاد، بل له معانٍ جديدة وقيم حميدة ومجالات إنسانية وأدبية عالية.
فالأبيات والأمثال والخطب البديهية وفنون الأقوال عامة لهي فنون مفيدة في هذه الثقافة العامة، ولا يخلو المنطق الشعبي من آداب الفصحى ولغتها ومن فنونها القولية والسمعية والشواهد المفيدة والداعمة لفنون الثقافة الاجتماعية بصفة عامة والثقافة الإنسانية الفردية والشعبية عامة.ونجد ذلك مقترناً عند طلب الشاهد المعرفي والبيت الشعري والمثل السائد، لذلك قلنا في البداية إن الفن الشعبي يظل في ثقافته الاجتماعية السائدة أروع الفنون الإنسانية والشعبية أصالةً واجتماعاً!! وأعمَّها درساً شاملاً لمجمع الناس وأممهم وآرائهم البشرية والفكرية والاجتماعية.
فالأدب الشعبي لا يضير بقدر الفائدة المرجوة من اجتماعياته وشعبيته المميزة التي تثري فكر الشعب والمجتمع والناس بالجديد من أفكار الحياة المكتسبة ومعانيها السامية وقيمها وخصالها الحميدة.
صحيح أنه يخلو أحياناً من العبقرية الفصيحة والفكر الكبير إلا أنه يظل ب(شعبيته) و(عاميته) ذا مذاق ونكهة خاصة لا نذوقها أو نتذوقها إلا فيه ومن خلال أساطيره أحياناً!!
ولله في خلقه شؤون.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved