استمدت حركة حماس الكثير من زخمها من التأثير الواسع لزعيمها الشهيد الشيخ أحمد ياسين بشخصيته التي تجاوز صيتها مجرد الإطار الفلسطيني إلى المحيط العربي، بل والعالم الواسع لما تميزت به من موازنة دقيقة بين التسوية السلمية والنضال العسكري، أي الاحتفاظ بالبندقية وغصن الزيتون معاً.
لقد أثارت جريمة الاغتيال ردود فعل قوية في مختلف أنحاء العالم وجرى التنديد بإسرائيل حتى في عواصم الغرب، وفي مختلف دوائره، على الرغم من اتخاذ بعض العواصم ومنها واشنطن مواقف داعمة لإسرائيل حتى وهي ترتكب مثل هذه الجريمة البشعة.
غير أن الجريمة سلطت الأضواء من جانب آخر على هذه الحركة التي بناها وشيدها الشيخ أحمد ياسين وهي حركة حماس، والتي قال أحد قادتها عبدالعزيز الرنتيسي في تصريح لافت أن حركته لن تستهدف الولايات المتحدة رداً على حملة تحذيرات أمريكية واسعة النطاق بأن حماس تستهدفها.. وترمي الحملة الأمريكية والإسرائيلية ضد حماس إلى إظهارها كواحدة من حركات الإرهاب التي تزرع الرعب في أنحاء العالم.
وجود حماس في دائرة الضوء أتاح تتبع تصريحات قادتها التي تركز على أهمية الوحدة الوطنية في وقت بات فيه جميع القادة الفلسطينيين مستهدفين، لكن يلاحظ بوضوح تركيز تلك التصريحات على النضال الداخلي الذي لا يتجاوز الحدود، وهذا أمر كان الشيخ أحمد ياسين يركز عليه كثيراً حيث نفى في مقابلات أخيرة، قبل اغتياله أي علاقة له بما يحدث في العراق أو في جنوب لبنان.
غير أنه في عالم تهيمن فيه الصهيونية بإعلامها الطاغي لصالح إسرائيل، فإن القليل فقط من الصدق والحق يمكن أن يجد طريقه إلى الناس، ومع ذلك فإن روح النضال ستتواصل ولن يحبطها هذا الطغيان الواسع للأكاذيب.
|