رسالة من القلب
د. عبدالله بن علي الحصين*

يا صاحب السمو.. إن القلوب.. كل القلوب هي التي ترحب بك اليوم وتحتفي بمقدمك الكريم.
يا صاحب السمو.. بالأمس القريب تفضلت بيدك الكريمة فوضعت حجر الأساس لمجمع المباني الأكاديمية لكليات البنات.. وأنت اليوم -حفظك الله- ترعى باليد الكريمة ذاتها افتتاح المرحلة الأولى منها ممثلة في كلية الآداب للبنات بالرياض، والبنية الأساسية للمشروع وتعطي الإذن -حفظك الله- ببدء العمل في المرحلة الثانية التي تشمل كلية التربية الأقسام العلمية وكلية التربية الأقسام الأدبية، وكذلك القاعة الكبرى للمحاضرات والندوات.
يا صاحب السمو..
ترفع لك القلوب كل القلوب.. قلوب كافة منسوبي ومنسوبات كليات البنات طالبات وأعضاء هيئة التدريس وجهازاً إدارياً.. أسمى آيات الترحيب وأسمى آيات الشكر والتقدير لتفضلك بهذه الرعاية الكريمة التي تواصلت أسبابها منذ وضعت بيدك الكريمة حجر الأساس لمشروعها الأكاديمي حتى يومنا هذا تواصلت بالدعم والتشجيع المستمرين، وتذليل كافة العقبات التي مر بها المشروع ليتحقق بفضل الله، ثم بفضل هذه الرعاية والدعم جميع ما نحتفل به اليوم ونقطف ثماره تحت رعايتكم الكريمة.
إن ما تحقق يا صاحب السمو في كليات البنات بفضل الله، ثم بفضل الرعاية الكريمة من لدن سموكم الكريم ليُعد بحق مفخرة مشهودة ومذكورة من مفاخر هذا الوطن الغالي الذي يقود مسيرته الحضارية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده بنصره وتوفيقه. إنها بحق مفخرة في المسيرة، ومفخرة في الإنجاز، وما بين بدء المسيرة وتواصل الإنجازات كانت التطلعات، وكانت الطموحات، وكانت الأهداف، وكانت العزائم على قدر أهل العزم، وكانت الرعاية والدعم والتشجيع من لدن سموكم الكريم يدفع بهذه العزائم، ويشد من عضدها، فإذا التطلعات صارت واقعاً، وإذا الطموحات صارت حقيقة، وإذا الأهداف تتحقق، وإذا الإنجازات تتتابع، وإذ نحن أمام كيان عظيم لكليات البنات، بدأ حين بدأ عام 1390هـ بكلية واحدة وبثمانين طالبة لا تزيد. فإذا به اليوم يضم (102) كلية موزعة على (70) محافظة في أرجاء مملكتنا الغالية، يدرس بها قرابة (300) ألف طالبة جامعية، وإذا بخريجات هذه الكليات يسهمن في تحقيق السعودة في مدارس التعليم العام للبنات بنسبة تكاد تصل إلى 100%، بينما حققت خريجات الماجستير والدكتوراه من هذه الكليات سعودة 50% من أعضاء الهيئة التعليمية.
يا صاحب السمو.. ما كان لهذه الإنجازات أن تتحقق، وما كان لهذه الطموحات والتطلعات أن تصبح كياناً شامخاً ملموساً لو لم يكن وراؤها هذا الدعم، وهذا التشجيع، وهذه الرعاية الكريمة. فلا عجب يا صاحب السمو أن تهتف لك القلوب مرحبة بمقدمك الكريم، وأن تلهج الألسن بالدعاء لك، وأن تستبشر الوجوه والأنفس بشاشة وسعادة وانشراحا برعايتك لحفلها. فإن اليد الكريمة التي غرست بالأمس غرس العلم هي يدك الكريمة، وهي نفس اليد الكريمة التي تجني ثمار ما غرست صروحاً شامخة للعلم.
وإن القلوب التي هتفت لك بالأمس هي التي يتواصل هتافها ودعاؤها وبشاشتها وانشراحها بقدومك الكريم ورعايتكم السامية لحفلها اليوم، وهي التي ستكون في استقبال سموكم يوم غد بإذن الله. والله يحفظكم ويمدكم بعونه وتوفيقه.