Friday 26th March,200411502العددالجمعة 5 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حقوق الإنسان وحقوق الأوطان حقوق الإنسان وحقوق الأوطان
هزاع بن سفران

الوطن والمواطن كل منهما يكمل الآخر، فهما وجهان لعملة واحدة. فلا تتحقق المواطنة إلا بوطن، ولا يسمو الوطن إلا بأبنائه الذين عاشوا على أرضه فشربوا من مائه وتظللوا سماءه وتوسدوا أرضه، وعمروه وساهموا في رقيه، فمن الإجحاف أن نعزل كلا منهما عن الآخر.
ومن غير العدل أن ننادي بحق أحدهما، دون أن نسمع صوت الآخر, نعم هذا ما حدث، فإني سوف أقف مع ما لا ينطق إلا بعطاء. ومن يسبح فلا يسمعه إلا رب السماء، سوف أنادي، بحقوق الأوطان وهي حقوق عظيمة، وهي حقوق تعبدية وحقوق دنيوية، فالحقوق التعبدية وهي ما نصت عليه الشرائع السماوية، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} وقال صلى الله عليه وسلم: (كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا) فحرمة المكان فرضتها مصادر التشريع الإسلامي، وحدد أماكن لها قداسة ربانية عند كل مسلم، فما بالك أن يجتمع الأمران المكان المقدس هو الوطن. إذن يجب أن نحافظ عليها ونحميها من كل من يحاول أن يتعدى على هذه الأماكن الشريفة التي هي الوطن، نعم ان الدولة لم تدخر جهدا، ولكن يجب أن يكون هناك هيئة تعادل هيئة حقوق الإنسان لها شخصية اعتبارية، تعتني وتتابع كلما ينتهك الوطن وتدافع عنه في المحافل الدولية، وتترافع أمام كل من يدعي عليه. وكل من يهم فكره الشاذ تجاه الوطن، فبعد أحداث 11 من سبتمبر قال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: يجب أن نضرب الكعبة المشرفة بالصواريخ، نعم يجب أن تتبنى هيئة حقوق الوطن الرد على ذلك الفكر الشاذ، فهذه إحدى النماذج التي يجب أن نقف أمامها لكي نتعرف على أهداف هيئة حقوق الوطن، أما الحقوق الأخرى فعندما تنتهك ويتصرف في ثروات الوطن وينهب أو يضر بطبيعته وبمصالحه في الحياة العامة، فيجب أن ندافع عن حق الوطن، فعندما يتعدى غدريته الطبيعة أو تشوهه قلاعه المتينة، أو يتعدى على ثقافته أو يمس أو يتجنى على مبادئها، يجب أن تكون في النهاية حصنا قويا أمام هذا التعدي، فإني أنادي بهيئة للحق الوطن، نعمل جنب إلى جنب مع هيئة حقوق الإنسان، فعندما يطالب الغرب بحقوق الإنسان.. وهم من قصفوا اليابان بالنووي. ويتقدموننا في تطوير البيولوجي، ويلحقون الضرر بالوطن وأجياله القادمة، فهنا تناقضة عجيبة في مبادئهم، يجب أن نوضحها ونشرحها للعالم وننادي بمكافحتها، فهيئة حق الوطن هدفها المحافظة على الوطن للأجيال القادمة، حيث ان لهم الحق في ثرواته وطبيعته وتعاليمه وتقاليده، عندما يصرخ من كان يستطيع على الصراخ يسمع القريب والبعيد، لكن الأوطان لا تئن ولا يستمع لها إذا تعدي عليها، إن لم يكن لها من يحميها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved