Friday 26th March,200411502العددالجمعة 5 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
الأسرة صمام الأمان
سلمان بن محمد العُمري

في هذا الأسبوع من ملحق (آفاق إسلامية) تحدثت مجموعة من الأكاديميات والتربويات السعوديات عن موضوع حيوي مهم، ألا وهو دور الأمهات في مواجهة الإرهاب والتطرف، ولن أعلق على ما ذكرته الأخوات الفاضلات ولكنني أؤكد على ما ذُكر من دور الأسرة في التربية السليمة بوجه عام ودور الأم بوجه خاص.
إن دور الأسرة أو البيت في التربية من أهم أدوار المؤسسات التربوية لأن البيت وجد أصلاً ليكون محضناً للتربية، وكما يقول المختصون (البيت يستلم الطفل على فطرته فيطبعه بالسلوك الاجتماعي، ويسمه بصفات تثبت فيه مدى العمر)، والأم لها دور بارز في هذه التربية لكثرة التصاقها بأولادها، وهذا أمر لا يقلل من شأن الأب، بل كل منهما مكمل للآخر، وإذا كانت السنوات الأولى للطفل تلتصق بالأم، فإن سنوات المراهقة والشباب يبرز فيها دور الأب وتأثيره من عدة وجوه أهمها معايشته لهم وتفاعله معهم، ولا عجب أن نجد من الأبناء في هذه المرحلة من يحاول محاكاة والده وتقليده، ولا عيب في ذلك، إذا كان الوالد مستقيماً في سلوكه، وتكون المصيبة حينما يكون قدوة سيئة لأبنائه، أو مهملاً لهم فيمتثلون في تقليدهم لأشخاص خارج الأسرة إن سلباً أو إيجاباً. ولا أحد يشك في الدور الذي تؤديه الأسرة وانعكاس ذلك على شخصية شباب اليوم ورجال الغد، ولكن ما يدعو للتأكيد على ضرورة قيام الأسر بمسؤولياتها ما كشفته الأعمال التخريبية الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة والمخططات الإجرامية التي كشفتها الأجهزة الأمنية في عدد من مناطق المملكة أن عدداً من المتورطين في هذه الأعمال من المراهقين وصغار السن، وهو ما يدعو للتساؤل، أين دور الأسرة؟ وما دور الأسر الأخرى لحماية أبنائهم من الفكر المعوج؟
إن غرس قيم الإسلام، ومبادئه والاعتزاز بالإسلام أولاً وأخيراً أمر مطلوب مع الأبناء، وواجب كبير يقع على عاتق الأسرة مع تبيان ما أمر الله به، وما نهى عنه، والجانب الآخر للسلوك الإسلامي الرشيد، وهو (الخلق الكريم) فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ولذا يجب التركيز على هذا الأمر، فلابد أن تكون تربية الأبناء قلباً وقالباً وعلماً وسلوكاً، فلابد أن نغرس في نفوسهم مكارم الأخلاق كالعفة، والحياء، والتواضع، والكرم، والصبر، والتعاون، والبذل، والإيثار، والحرص على دفع الأذى عن الناس لا أذيتهم.
إن مكافحة الإرهاب والغلو والسلوك المتطرف على نقيضيه لا يمكن أن يقوم على أكتاف جهة واحدة أو مؤسسة واحدة من مؤسسات المجتمع وعناصره فالأسرة عنصر أساسي لا يمكن إغفاله للوقاية من كل داء خطير يمكن أن يفتك بالمجتمع.
ولسلامة المجتمع لابد من قيام الأسرة بدورها على أتم وجه، فالمجتمع أساسه الأسرة، والأسرة أساسها الفرد، ومسؤولية التربية السليمة ومكافحة الأفكار المنحرفة ترتكز على الوالدين جميعاً، وحتى لا تغرق السفينة فيجب على الجميع أن يقوم بدوره خير قيام، وأن يتحملوا هذه الأمانة لأنهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى قال - صلى الله عليه وسلم -:( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية ومسؤولة عن رعيتها) رواه البخاري ومسلم.
***
قالت الحكماء:
إذا كان الرجل طاهر الأثواب: كثير الآداب، حسن المذهب، تأدب بأدبه، وأصلح بصلاحه جميع أهله وولده.
***
قال أحد الشعراء:


رأيت صلاح المرء يُصلح أهله
ويفسدهم صوب الفساد إذا فسد
يُعظّمُ في الدنيا لفضل صلاحه
ويُحْفظُ بعد الموت في الأهل والولد


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved