* واشنطن - لشبونة - الوكالات:
تعزز التعاون الحديث العهد بين ليبيا والدول الغربية باعلان الولايات المتحدة عزمها الغاء العقوبات عن هذه الدولة التي كانت تصفها سابقاً بالدولة المارقة، فيما شكلت زيارة رئيس الوزراء البريطاني التي بدأها أمس علامة فارقة في العلاقات بين لندن وليبيا، لكن الزيارة اثارت من جانب آخر جدلاً داخل بريطانيا..
وقال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس جورج بوش تعتزم أن ترفع تدريجياً عقوبات كانت تمنع شركات النفط وغيرها من الشركات الأمريكية من الإستثمار في ليبيا وذلك مكافأة لطرابلس على تخليها عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل.
وأضاف المسؤولون أن الخطوة القادمة المتوقعة هي الغاء أمر تنفيذي فرضه أولاً الرئيس الأسبق رونالد ريجان يقلص صفقات الأعمال الأمريكية في ليبيا، وقد يمهد ذلك الطريق امام شركات النفط الأمريكية للعودة إلى ليبيا.
وقال أحد المسؤولين (الأمور تسير في ذلك الاتجاه). ومن غير الواضح متى سيصدر إعلان بذلك.
لكن مشروعات نفطية مهمة قد تبقى معطلة لحين رفع العقوبات التجارية الأمريكية الاخرى وازالة ليبيا من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وامتنع ادم ايرلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن التعقيب على اجراءات محددة قيد الدراسة لتطبيع العلاقات الأمريكية الليبية لكنه قال: أن العملية ستكون تدريجية، وأضاف ايرلي قائلاً للصحفيين (هذه عملية ستسير خطوة خطوة).
وألغت ادارة بوش الشهر الماضي قيود السفر وافسحت الطريق أمام الشركات الأمريكية للبدء في التفاوض على عودتها إلى ليبيا التي تسعى جاهدة لعقد صفقات في قطاع النفط وهو مصدرها الرئيسي لايرادات العملة الصعبة.
وتنتج ليبيا العضو في منظمة اوبك حوالي 1.4 مليون برميل يومياً من النفط.
وفي خطوة ايجابية نحو اقامة علاقات من الثقة بين طرابلس وواشنطن إجتمع وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط يوم الثلاثاء مع الرئيس الليبي معمر القذافي.وحتى وقت قريب كانت واشنطن تندد بالقذافي وما زالت بلاده ضمن القائمة الأمريكية للدول (الراعية للإرهاب).
واعتبرت مصادر دبلوماسية الزيارة علامة على أن واشنطن قد ترفع قريباً العقوبات عن بلد كان يعد حتى وقت غير بعيد يعتبر في نظر الولايات المتحدة دولة منبوذة.
الإنفتاح الغربي على ليبيا تمثل من جانب آخر في الزيارة التي بدأها أمس الخميس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى ليبيا بعد أن دعا الأسرة الدولية إلى مساعدة البلدان التي تتخلى عن الإرهاب واسلحة الدمار الشامل، وتثير الزيارة التاريخية الكثير من الجدل.
وقال بلير خلال زيارة قصيرة للشبونة عاصمة البرتغال (لنقدم للدول التي تريد التخلي عن الإرهاب وعن تطوير اسلحة دمار شامل شراكتنا للتوصل إلى ذلك)، مؤكداً أن ليبيا تلتزم بذلك (بشجاعة).
وأضاف أن (هذا لا يعني أن ننسى آلام الماضي بل أن نعترف بانه حان وقت التقدم).
وتجسد الزيارة الاولى لرئيس حكومة بريطاني إلى ليبيا منذ ستين عاماً تطبيع العلاقات بين لندن وطرابلس بعد فترة طويلة من الجمود نجمت عن اتهام الرئيس الليبي معمر القذافي بدعم الإرهاب.
وكان ونستون تشرشل قام في 1943 بآخر زيارة لرئيس وزراء بريطاني إلى ليبيا.
والتقى بلير العقيد القذافي أمس الخميس في خيمة قريبة من طرابلس يستقبل فيها الزعيم الليبي عادة ضيوفه.
وقال مصدر حكومي بريطاني أن هذه الزيارة تأتي بينما تقدم ليبيا (أقصى حد من التعاون) منذ قرارها التخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل في كانون الاول - ديسمبر الماضي. وترافق تحسن العلاقات الدبلوماسي آمال في تطوير التعاون التجاري.وتحدث أحد الأعضاء في الوفد المرافق لبلير عن عقد ستوقعه في وقت قريب جداً الشركة النفطية البريطانية (شل) حول امتياز للتنقيب عن الغاز على السواحل الليبية.
|