Friday 26th March,200411502العددالجمعة 5 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شعر شعر
بين نوافذ الظلماء
طائر بلا أجنحة

في تلك المسالك..
ولا مفر..
من أن يمضي العمر..
ما مضى الدهر..
وسيأتي الفرج بعد الصبر..
ولينتظر على أحرّ من الجمر..
عندما هجع الخلق كما لم يحدث أمر..
فالأبواب في وجهه مغلقة..
وروحه ما فتأت بخالقها معلقة..
أخذ يرقب القمر وتألقه..
وماء عينيه أطلقه..
أمّا عن كلماته.. فترجمها من واقعه..
الذي يأسره.. وفي كل آنٍ يعصره.. إلى أن يكسره..
فكان لابد له أن يتخذ الدمع وشاح..
خوفاً من الرياح.. ورؤية الصباح..عندما تساءلت عيناه..
هل بقي في الدنيا ثمة خير
أم أن الأجندة لن تعود لذلك الطير؟
وسأبقى طائرا بلا أجنحة..
لا أريد أن أكون قائد السفينة..
أريد أن أعيش في سكينة..
أريد أن أسرج خيلي.. في دامس ليلي..
بين نوافذ الظلماء..
لأتمنى حينها أن تصعد روحي إلى السماء..
رغم خوفي.. ممّ يتقد في جوفي..
من ألمي.. وسقمي..
الذي أنهك جسدي.. وفتت كبدي..
فلم أعد أقوى على الحراك..
ولقلمي أهتف.. ليس لي سواك..
عربد اليأس على أشلائي المتهالكة..
وكان خوفي من أن تكون روحي..
هالكة.. هالكة..
يشعل في أحداقي الأرق..
وبروق السماء.. ووميض النجم..
يقولان لي:
كفى.. كفى.. لا تستسلمي..
وبقيت أتمتمُ بأحرفه في فمي..
إنه..
إصراري
أهتف به لهذا الكون..
برؤياي الشاردة..
وأحلاميَّ الراقدة..
فأصبحت كصخرة جامدة..
أو أطلال هامدة..
لكنني سأكمل المسير..
رغم أنني أسير..
وإصراري
في حربه يسير..
فلقد كان ومازال كالطفل..
بالبراءة والجرأة..
ورغم الأنوف..
وحقد الألوف..
سيبقى هو الأول..
لأنه صادق.. صادق..
رغم خوفي عليه من أصحاب السوابق..
الذين لهم فكر منحرف..
وللهاوية منجرف..
ليبقى لساني يلهج له بالدعاء..
في كل حين.. وفي كل طرفة عين..
اللهم احفظه..
اللهم احفظه..
وبينما كنت أرسم له بعض ملامح..
والليل جانح..
اتسع مسرح أفكاري..
واتسعت رقعة ناري..
ولأنني..
طائر بلا أجنحة..
يعيش بين الأضرحة..
وكل ما حوله يجرحه..
فلا ولن أبرحه..
ليلي السرمديّ..
وحزنيَّ الأبديّ..
فلم أزل المعنىّ..
ولمّا أدرك ما أتمنّى..
رغم أنني صاحبة السبعة عشر ربيعاً..
إلا أن حياتي.. هي مماتي..
ولم يُقل عثراتي..
سوى سجداتي..
والطيور تشدو فتجرى من
المآقي عبراتي..
وعبراتي.. حملتها بين أحداقي..
فخرجت من أعماقي..
ولم تكن جديدة..
ولا للحظة وليدة..
وأحرفي
هذه لم ترد أن تكون
قصيدة..
لكنه القدر..
ومنه لا مفرّ..
يحتّم أن تكون الشمس في عيني
للبرقع لابسة..
وأنا أحاول أن أشقَّ الطريق نحو آفاقٍ
دامسة..
فهل يا تُرى..
سيعود الأمل لذوي القلوب اليائسة؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved