يعشق بعضنا (الحدود) إلى حد (القيود)، رغم أن بعضنا الآخر يحترف اختراقها إلى درجة (الجنون)، والسؤال الذي يخاف (القيود): لماذا الجدل بيننا وبين (الحدود)؟ إنه سؤال مشروع رغم الحدود، انظروا إلى واقعنا الثقافي والإعلامي على امتداد الوطن العربي، فالبرامج الجماهيرية نجدها تتغنى ب(الحدود) وتعزف على (وتر) (الكسر) لها، بل وترص على مسرح (الاختراق) محترفة تكسير (الحدود) بلا (تمييز)، وما زالت وسائل الإعلام العربية على مختلف ألوان الطيف الإعلامي في سجال مع (الحدود) ومَن يلتزم بالحدود يوسم في نظرها ب(الجمود)، وبنظرة فاحصة إلى خارطة إعلامنا العربي نجد (بلا حدود)، تزين واجهة البرامج والصفحات، أما الحديث عن (المعرفة) ونتاجها وتأثيرها في العقل العربي فيكفي أن نعلم أن (أدب الجسد) مهما اختلفت حوله الرؤى إلا أن رأي الأديب الكبير عباس العقاد ما زال قائما كقامة (العقاد) في تاريخنا المعاصر حينما سأله الراحل إحسان عبدالقدوس عن رأيه في أعماله، فقال له: (أنت دخلت مخدع المرأة ولم تخرج منه بعد)، هذا في زمان العقاد وإحسان، أما الآن فقد امتهن البعض تكسير (الحدود)، بل وأصبح أسيراً للفراش، ليبقى (حرفه) طليقاً شريداً في (فلاة) اللاهوية في ظل (هشاشة) القيود، رغم (الحدود) المزعومة، والله المستعان..
| 
