في أضخم احتفال ثقافي شهدته مدينة برلين الغربية تم في بداية شهر يونيو 1971م افتتاح المتحف الإسلامي الجديد الذي يعد الآن من المعالم الثقافية المهمة التي تحتضنها هذه المدينة المعروفة بتاريخها الفني والحضاري العريق منذ مئات السنين. وحضر هذا الاحتفال عدد غفير من الدبلوماسيين الاجانب والشخصيات الالمانية البارزة وأساتذة الجامعات ووفود الدول العربية والاسلامية.
ويتصدر قاعات هذا المتحف الحديث بعض اللوحات الكبيرة مكتوبة عليها بعض النماذج من الخط العربي القديم، والى جانبها قطعة من السجاد الايراني يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وسندانة سورية ملونة يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وزجاجة كروية الشكل تم صنعها من قبل أيادٍ اسلامية في مدينة البندقية بايطاليا في القرن الخامس عشر، وبعض القطع الأثرية الاسلامية النادرة الاخرى.
هذا ويعد تصميم المتحف المذكور من أحدث التصاميم الفنية سواء من حيث أماكن حفظ القطع الاثرية وسواء من حيث المظهر الخارجي، كما انه هو المتحف الوحيد الذي لا توجد فيه شبابيك جانبية، وانارته ودخول الضوء اليه تتم من الداخل ومن السقف الاعلى المتحرك، وكذلك بواسطة الأنوار المسلطة على بعض القطع الاثرية الثمينة الموجودة في داخل اقفاص وصناديق زجاجية.
ويبلغ عدد القطع الاثرية الموجودة في هذا المتحف 638 قطعة بالاضافة إلى 22 قطعة سجاد قديم مصنوعة في مختلف الدول الإسلامية قبل مئات السنين، وسجادة مذهبة يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر ولوحظ أن قسم الخط العربي القديم في المتحف المذكور يحتل مكانة رئيسية بسبب أهميته التاريخية والفنية وخاصة الخط النسخي (أي الخط القرآني) الذي اشتهر به أحد المسلمين الاتراك بشكل خاص، وكذلك الخط الكوفي والفارسي الذي كان يستعمل في كتابة الوثائق والعناوين البارزة وأحجار القبور والآيات القرآنية على قبب ومنارات المساجد.
ويقارن خبراء وعلماء الآثار معالم الخط العربي القديم ببعض معالم الخط اللاتيني في القرون الوسطى ومجالات التفنن في كتابته على الكنائس والمقابر وغيرها.
|