في مثل هذا اليوم من عام 1950 ظن زائرو منطقة هامستيد هيث الواقعة في شمال لندن أنهم ضلوا طريقهم ووصلوا إلى النرويج وذلك نظرا للمشهد غير المتوقع لأداة وثب على الجليد بالحجم الكامل مع جليد حقيقي ومتزحلقين، في يوم من أيام شهر مارس المشمسة بجنوب انجلترا.
وفي الواقع أن الجليد ومعظم المتزحلقين كانوا من النرويج، إلا أن أداة الوثب على الجليد كانت من إنتاج المجلس المركزي للترفيه البدني ونادي بريطانيا العظمى للتزحلق على الجليد بالإضافة الى اتحاد أوسلو للتزحلق على الجليد.
وقام فريق يتكون من 25 متزحلقا نرويجيا بإحضار الجليد معهم والذي يصل إلى 45 طنا معبئا في صناديق خشبية معزولة بالثلج الجاف. وتم تدعيم أداة الوثب ببرج من السقالات التي يصل ارتفاعها إلى 60 قدما مما سمح للمتزحلقين بمسافة 100 قدم للوصول إلى نقطة الوثب و12 قدما فوق الأرض.
وتصل الوثابات الحديثة على الجليد إلى ارتفاع 200 قدم، إلا أن المتزحلقين في منطقة هامستيد هيث كان لديهم مكان فقط للوثب يصل إلى حوالي 90 قدما.
وتم عقد مسابقة لندن للوثب على الجليد بين المتزحلقين النرويجيين فقط، إلا أن المناسبة التي كان ينتظرها الحشد كانت المسابقة التي عقدت فيما بعد بين جامعتي اكسفورد وكامبريدج، حيث احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص في ضوء الشمس لمشاهدة المسابقة على كأس الجامعة. ومما يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها الكثيرون في هذا الحشد القفز على الجليد، إلا أن المشاهدين كانوا مهتمين اكثر بالعمق الذي يصل إليه كل متزحلق في القش الموضوع عند نهاية أداة الوثب. وفي النهاية، فاز فريق اكسفورد بقيادة سي هويتفيلدت بالمسابقة بينما فاز ارن هويل من أوسلو بكأس مسابقة لندن المفتوحة لكل المتسابقين.
|