في مثل هذا اليوم من عام 1941 وبالرغم من إعلانها الحياد مسبقاً، قامت يوغوسلافيا بالتوقيع على المعاهدة الثلاثية لتشكيل تحالف مع دول المحور المكونة من ألمانيا وإيطاليا واليابان. وكانت الدولة المتحدة ليوغسلافيا وهي اتحاد غير سهل من الصرب والكروات والسلوفيين استجابة لانهيار الامبراطورية العثمانية وامبراطورية هابسبروج بنهاية الحرب العالمية الأولى، اللتين احتويتا أجزاء من يوغوسلافيا.
وبصفتها ملكية دستورية قامت يوغسلافيا ببناء صداقات مع فرنسا وتشكوسولافيا في السنوات الفاصلة بين الحربين العالميتين ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، والاتحاد بين النمسا وألمانيا، فرض ضغط على يوغوسلافيا للتحالف مع ألمانيا بالرغم من إعلانها الحياد مسبقا. إلا أن الخوف من الغزو دفع يوغوسلافيا للتوقيع على معاهدة الصداقة وهي تحالف سياسي رسمي في 11 ديسمبر 1940.
ومع انتشار الحرب في البلقان بعد غزو إيطاليا لليونان، اهتم هتلر بأن يكون لدول المحور حليف في المنطقة يعمل كحاجز ضد تقدم الحلفاء باتجاه أراضي دول المحور، وبعد الاجتماع في 14 فبراير 1941، أثبت أدولف هتلر عدم تمكنه من إقناع رئيس الوزراء اليوغسلافي دراجيسا كزفيتكوفيتش لكي يقوم بالانضمام رسميا مع دول المحور. وفي اليوم التالي، اتصل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشيل بالوصي على العرش اليوغوسلافي، الأمير بول، لتشجيعه لكي يقاوم التدخل الألماني. وكان من المهم للحلفاء أن تقوم يوغوسلافيا بالتعاون مع القوات الإنجليزية واليونانية لصد اجتياح دول المحور لليونان.
إلا أنه مع انضمام ملك بلغاريا مع ألمانيا، شعر الأمير بول بقوة النازيين، وفي 20 مارس طلب من مجلس الوزراء اليوغوسلافي التعاون للسماح للألمان بدخول اليونان عبر الأراضي اليوغوسلافية. ورفض المجلس بينما قام أربعة وزراء بالاستقالة بسبب هذا الاقتراح، واخفق هذا الرفض في منع رئيس الوزراء اليوغسلافي من توقيع المعاهدة الثلاثية في فيينا في 25 مارس 1941.
وخلال يومين، تمت الإطاحة بالحكومة اليوغسلافية بواسطة الجبهة المتحدة للفلاحين، الكنيسة، الاتحادات، والجيش. كرد فعل غاضب للتحالف مع ألمانيا. وتمت الإطاحة بالأمير بول من عرشه لكي يتولى ابنه، الملك بيتر، الحكم وهو في سن السابعة عشر. وخلال أقل من أسبوعين، قامت ألمانيا بغزو يوغوسلافيا واحتلتها بالقوة.
|