* الطائف - فهد سالم الثبيتي:
ما إن تقف السيارات عند إشارة المرور إلا ويحيط بها مجموعة من الصبية والأطفال يحملون بضائع متنوعة من مناديل ومياه صحية ومناشف وغيرها في ظاهرة غريبة استشرت في جسد حضارة الطائف وغيرها من المدن وشوهتها والأمر الذي يبدو ملحوظاً أن هؤلاء الأطفال وجدوا الراحة والسهولة في ترويج ما يبيعونه للمواطنين والذين يستسلمون لهذه التصرفات إما تعاطفاً أو تهاوناً بالنتائج.
مخاطر متعددة
فقد وجد هؤلاء الصبية القبول مما زاد من انتشارهم والتنويع في معروضاتهم مما يزيد الأمر خطورة حيث لا يأبه هؤلاء الصغار بالموقف كونهم يتجولون بين الزحام ويعرقلون الحركة المرورية. ولعل هذه الظاهرة تمثل خطراً جسيماً على المجتمع والمظهر الحضاري بالإضافة إلى أنها تتسبب في حوادث دعس.
- الجزيرة رصدت عددا من المواقع بالمحافظة يتواجد بها هؤلاء الصغار والذين هم من الجاليات المقيمة بالمحافظة فهم يجدون دعماً وتشجيعاً من آبائهم الذين يدفعون بهم لهذه المواقع بغية الحصول على المال بأسهل الطرق دون تعب أو مشقة.
- وقفنا عند إشارة نفق مستشفى الملك فيصل بالطائف وإذا بأحد الأطفال وهو من الجنسية (الأفغانية) وكان يحمل معه (مناديل) فعرض علي الشراء فقلت له (لا أريد) ثم قال: 6 علب بسبعة ريالات وأخذ يخفض إلى أن قال (بأربعة ريالات) وفي هذه اللحظة أشاهد مجموعة من الأطفال ينهالون على السيارات الأخرى وربما يكونون جميعهم من أسرة واحدة.
ثم انتقلت بعدها الى الإشارة المرورية الضوئية الواقعة عند كوبري خالد بن الوليد وشاهدت مجموعة من الأطفال ينتشرون في جهاتها الأربع إلى أن قدم الى أحدهم وكان يحمل معه مجموعة من المناشف وطلب مني الشراء سألته (بكم؟) فقال: 4 حبات بعشرة ريالات.. وشعر بعدم رضائي عن السعر الى أن قرر بيعها عشرة حبات بمبلغ عشرة ريالات.
- ويشير العديد من المواطنين الى أنهم يجدون إشكالات من هؤلاء الصغار فعندما ينهرونهم ويرفضون الشراء منهم يقومون بقذف السيارات بالحجارة والاساءة للمواطنين وكأنهم يتمنون ان يسرقوا ويقتحموا السيارة، مبدين أسفهم لكل من يتعاطف مع هؤلاء الباعة والذين هم من المخالفين والمقيمين بصورة غير نظامية، مؤكدين بأن معروضاتهم التي يروجونها غير مأمونة ومجهولة المصدر والدليل على ذلك رخص اثمانها مبدين تساؤلهم عن غياب الرقابة مطالبين الجهات المختصة بإيجاد حل للظاهرة والتي تنافي توجهات الدولة والقائمين على أمرها.
- وأثناء هذه الجولة استوقفت أحد الأطفال البائعين بعد أن تعاطفت معه واشتريت منه (مناديل) بغرض استدراجه للحصول على معلومات وسألته (من يأتي بكم لهذه المواقع؟ فأخبرني بأن آباءهم يقومون بتوزيعهم منذ الصباح الباكر على الإشارت المرورية وبعض الأماكن التي تزدحم بالناس.. ثم بادرته بسؤال عن كيفية الحصول على هذه البضائع التي يروجونها وقال: أباؤنا هم من يشترونها لنا بكميات ضخمة ومن ثم نقوم بتنظيفها بعد فرزها ونعرضها بسعر رخيص كونها لا تكلف أساساً في شرائها.
- عندها سألته ولا تخافون من رجال الشرطة والجوازات..؟ فقال: نحن لم نشاهدهم على الإطلاق وهم قد يشاهدوننا ولكن نستطيع الهروب.. ثم سألته وهل تحمل إقامة؟ تخوف بعدها ثم هرب فوراً من الموقع والذي كان يكتظ بالأطفال الصغار الذين يروجون البضائع والمواد الغذائية والتي قد تكون منتهية الصلاحية وفاسدة وجميعهم من جنسيات منها الأفغانية والإفريقية.
- فمن ينقذ الصورة الحضارية للطائف المأنوس والذي بات مشوهاً بمثل هذه التصرفات؟!
|