نقرأ كثيراً في صحفنا الرياضية عن عقوبة الحكام، من إيقاف للحكم تتراوح فتراته من شهر إلى ستة أشهر، والذي يؤسف له أن تلك العقوبة التي تصدر بحقه لا يتم تطبيقها إلا بعد شن هجوم عليه من قبل بعض رؤساء الأندية وإدارييها، وهذا بحد ذاته يشجع أولئك الرؤساء والإداريين على الاستمرار في شن ذلك الهجوم ضد التحكيم، سواء فاز فريقهم أو خسر، ليس الهدف منه إلا زعزعة الثقة والطعن في نزاهة الحكم السعودي، ولتحقيق رغبتهم في مطالبتهم بالحكم الأجنبي، مع يقيني بأن الحكم الذي تناله تلك العقوبة تنعكس عليه بالاحباط، يجعله يفكر ويقرر اعتزال التحكيم نهائياً، وهذا بالطبع فيه تأثير على تطوير التحكيم لدينا، ونخسر حكاما وطنيين مثلما خسرنا حكاماً مميزين وجيدين سابقين، خدموا في هذا المجال لمدة طويلة، كنا بحاجة للاستفادة من خبراتهم، وحتى لا نخسر الكثير منهم يجب علينا ان نأخذ بأيديهم ونقومهم التقويم الصحيح لما فيه مصلحة الرياضة السعودية العامة، ومن هذا المنطلق أود ان أضع أمام المسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم وأمام لجنة الحكام حلا متواضعاً، آمل الأخذ به، وهو إذا كان هناك فعلاً خطأ متعمد بدر من أي حكم أدار أي مباراة أن يوجه له في المرة الأولى إنذار خطي، وإذا تكرر منه ذلك مرة أخرى يسند له تحكيم مباراة أقل مستوى من المباراة التي أخطأ فيها، وكما نمى إلى علمي أن عقوبة المرة الأخرى من عقوبة الحكام معمول بها في بعض من الدول، وإذا حدثت منه أخطاء في المرة الثالثة يوقف عن التحكيم بالمدة التي يراها المسؤولون بالاتحاد السعودي لكرة القدم.
أما الذين يطالبون بالحكم الأجنبي ويلحون في ذلك عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع، وعبر بعض من القنوات الفضائية، فهؤلاء معروفة أهدافهم سابقاً، وكما سمعت بأن هناك دراسة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم لجلب حكام أجانب لتحكيم بعض من المباريات، إن لم يكن أغلبها، فإن كانت تلك الدراسة لجلب الحكم الأجنبي الهدف منها هو حماية الحكم السعودي من الإساءات والتجريح الذي يتعرض له وأسرته، فهذا من وجهة نظري غير صحيح، والصحيح هو أن نبحث عن السبب ونعالجه ونجتثه من جذوره، فإن كان مما لا بد منه جلب حكام أجانب، فإنني أقترح الآتي:
- الاستعانة بخبراء دوليين في مجال التحكيم، الهدف منه هو اسناد مهمة مراقبة المباريات لهم لرصد الأحداث التي تحصل خلال إقامة المباراة، وخاصة من قبل حكم المباراة ورجال الخطوط، ثم وضعها في تقرير بعد نهاية المباراة ورفعه للمسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم لاتخاذ الاجراءات اللازمة.
- وضع مكان له قريب جداً من الملعب والحدث، مثلما يجلس به احتياطي الفريقين.
أعتقد انه لو أخذ بهذا الاقتراح المتواضع الذي يعتبر جزءاً من ضمن الاقتراحات التي رفعت للمسؤولين بالاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير التحكيم لدينا لعمت فائدته على الرياضة السعودية بوجه عام والتحكيم بوجه خاص.
الثراء الفكري الرياضي
منذ بداية التنظيم الرياضي في المملكة تحت رعاية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً والرئاسة العامة لرعاية الشباب حالياً، نجد من الجدير بالذكر الإشادة ببعض النجوم اللامعة في هذا المجال التي ليست من نجوم المستطيل الأخضر، لكنها أقلام برزت في نقدها البنّاء، والرفع من مستوى الرياضة والثقافة الرياضية في مجتمعنا، حيث ان كثيرا من القراء يتجه نحو الصفحة الرياضية في بداية قراءاته لأي صحيفة، وهذا دليل واضح وجلي لما خطه الجيل السابق وأسس بناءه تأسيساً قوياً ونسجه نسجاً بارعاً، فالناقد الرياضي المثقف تجده ذا ثقافة رياضية وبعيداً عن الطرح غير الموضوعي في صحفنا الرياضية الذي لا يخدم المصلحة الرياضية العامة، لذا أجد أنه لا بد من ذكر بعض أولئك النجوم اللامعة في الكتابة والطرح، والذين يؤخذ بكتاباتهم وطرحهم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن أشهرهم والذين اشتهروا بالنقد البناء الذي يخدم الرياضة بوجه عام في بلدنا الغالي وقد انقطعوا منذ فترة ليست بالقصيرة وهما:
- الكاتب الرياضي تركي الناصر السديري صاحب قلم متزن، ونقده بناء، وفكره نير، ذو أسلوب رائع وشيق، وله أثر بليغ وواضح في نفس القراء.
- الكاتب الرياضي فارس الروضان أحد فرسان الكتابة في هذا المجال التي أبدعت وتألقت في الصحافة الرياضية، يتمتع بأسلوب رائع وشيق، وطرح لا يمل، ونقده هادف.
وغيرهما الكثير من الكتاب والنقاد الذين لا تحضرني أسماؤهم، هذه أمثلة من زهور روضة الكتاب الرياضيين، نتمنى ان يعود الربيع إليها، وتشرق صحفنا الرياضية بما يكتبون؛ لأن هدفها هو الرقي بمستوى الرياضة بشكل عام.
السؤال الذي طرح نفسه:
- هل هذه الزهور ذبلت والنجوم أفلت؟
- هل زمانهم ولى، أم قلمهم عن الكتابة تخلى؟
أين تذهب مراكب الثقافة الرياضية بعد هؤلاء؟ هل هي تسير في مسارها الصحيح ام إنها أخطأت الطريق وتحتاج إلى تصحيح؟ جميعنا بحاجة لمن يكتب عن الرياضة بشكل يفيد المجتمع الرياضي كما أسست عليه الصحافة في السابق، ومبدعين كما أبدعوا.
خالد عبدالله الهديان
|