نشرت الجزيرة في عددها ال11484 يوم الاثنين 17 من محرم 1425ه في الرأي مقال للأخت (فوزية النعيم) في مقالها الذي عنونت له ب(ألسن من البشر؟! لماذا التركيز على حوادث المعلمات).. فأردت أن أشارككم بهذا المقال البسيط رداً على ما كتبته.. مستعينة بالله أبدأ.. إن من عيوبنا الحضارية أن من يأتي ليتكلم عن (حوادث المعلمات) يكن متكئاً على أريكته المخملية التي لم يتسرب إليها زمهرير الشتاء وهجير الصيف ويتشدق بعباراته المزخرفة والتي تتسم بشبه المثالية والمحملة بعبارات دينية.. ولا أعلم كيف ربطت فقط في عالم (حوادث المعلمات) أيتها الأخت العزيزة.. أن أمورنا كلها قدر ولابد من مرورنا.. فهذه من الأمور المسلمة وليست أقاويل نرددها.. فأنا لن أضمن لك أن ما أدونه الآن سيصل لك أم لا؟! ولكن سؤالي لك ماذا كنت ستفعلين لو كنت مكان تلك الموظفة؟! والآن تخيلي معي قليلاً مأساة.. تلك الموظفة اليومية.. منذ الصباح الباكر حتى نهاية العمل المبارك وليكن بمعلومك أن بعضهن يخرجن قبل بزوغ الشمس وقبل اذان الفجر.. ويذهبن قرابة ال300 كلم ويزيد وبعضهن يسكن بعيداً عن أولياء أمورهن ويغتربن .. و... و.. وما خفي كان اعظم والحالة الأولى هي الأكثر شيوعاً.. حيث أنها تقضي يومها ذهاباً وإياباً 300 كلم أو يزيد عبر الطرق الموحشة والمقفرة في معظم الأحايين.. وبجميع الظروف المناخية والاقتصادية والاجتماعية..؟!
هل كنت ستؤدين عملك الوطني على الوجه الأكمل هل إنتاجك سيتأثر بتلك الظروف أم ماذا؟ إذا كانت إجابتك بأنك ستكون معلمة فلتة إذاً من المدينة الفاضلة لأفلاطون.. وأنا لست ضدك في مقالك كاملاً.. (واعتراضي على مقالك وليس على شخصك) وأنت أشرت إلى معضلة كون المناطق النائية ستعاني من قلة الكوادر العاملة في جميع المجالات وليس فقط المعلمات.. وهنا تكمن المشكلة.. عندها يجب التدخل العملي الفوري وليس التشدق بالمحاضرات الغثة والتي لاتسمن ولا تغني من جوع!!
منى إبراهيم الطليحي/أخصائية تربية خاصةصعوبات تعلم |