تبقى القدرة والذائقة الثقافية في عصرنا الحاضر مقياساً للحكم على مستوى الشخص الثقافي والمعرفي، ويكمن ذلك التميز من خلال اختيار الكلمات الواضحة والدقيقة أثناء التخاطب مع الآخرين والتي يسهل تناسبها وتناسقها مع سياق الكلام، كما يكون ذلك التميز في حسن التخاطب مع شرائح المجتمع المختلفة، لأن ما يتخاطب به الشخص المثقف مع مثيله غير ما يتخاطب به مع رجل من عامة الناس لا يساويه في المستوى المعرفي والثقافي، وقديماً قالوا: (لكل مقام مقال).
ولعل الجميع لاحظ في الفترة الأخيرة أن الثقافة عند الشخص أصبحت تقاس بمقدار ما يمتلكه من عبارات ومفردات انجليزية، فعندما تتخاطب مع شخص من هؤلاء تجده يسعى جاهداً لإدخال بعض المصطلحات الانجليزية أثناء سياق الكلام وبتكلف زائد دون أي مبرر، وهذه الظاهرة مما لا شك فيه تعتبر خطراً جسيماً على اللغة العربية ليس على المستوى القريب فحسب، بل على المستوى البعيد.
نأمل من الجميع التنبه لهذه الظاهرة التي بدأت تتسرب وتغزو مجتمعنا في زمن المتغيرات الجديدة، زمن الفضائيات والتكنولوجيا، حتى لا يستفحل الأمر.
|