Thursday 25th March,200411501العددالخميس 4 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

زرقاء اليمامة ملحمة غنَّى بها الدهر زرقاء اليمامة ملحمة غنَّى بها الدهر
عبدالله بن حمد الحقيل

في جلسة أخوية خارج بلادنا مع مجموعة من الأدباء والمؤرخين كان الحديث عن اليمامة وتاريخها وشعرائها، وعن زرقاء اليمامة حيث سألني أحد المؤرخين من قطر عربي شقيق عن كتاب قرأه حول زرقاء اليمامة وما حقيقة هذه القصة، حيث كان يرى أحد المؤرخين أن زرقاء اليمامة مجرد قصة خيالية، وتحدثت عن اليمامة وموقعها وتاريخها وأعلامها وشعرائها وآثارها، وطلبت منه أن يقرأ ما كتبه ياقوت الحموي في معجمه والبلاذري والجاسر وابن خميس، وغيرهم من المؤرخين والجغرافيين والنسابين، ورويت له قصة أخيها وحروبهم، فقد قال أخوها مقولته المعروفة: إن لي اختاً متزوجة في جديس يقال لها اليمامة ليس على وجه الأرض أبصر منها، حيث تبصر الراكب من مسيرة ثلاث، ورغم حيل الأعداء في الهجوم على قومها وقطعهم الأشجار والسير بها في أيديهم فقد رأتهم زرقاء اليمامة أخبرت قومها جديس وقالت: أرى رجلاً في شجرة، معه كثف يتعرفها، ونعل يخصفها، فكذبوها مما كان سبباً في إبادة قومها وتخريب ديارهم وهدم حصونهم، وقد ألقوا القبض عليها وفقعت عيناها، فإذا فيها عروق سود، وعندما سئلت عن ذلك قالت: حجير أسود يقال له الاثمد كنت أكتحل به، ويذكر المؤرخون أنها أول من اكتحل بالاثمد، ولقد أسهب الرواة والمؤرخون في تفاصيل قصتها وانفرد آخرون بصياغة الروايات المختلفة والحكايات المتنوعة والقصص الموضوعة؛ مما جعل الأستاذ السائل، وهو مؤرخ له شأنه، يقلل من قيمة تلك الروايات، وأردفت قائلاً: ان عدداً من الشعراء أورد ذكرها كالأعشى في قوله من قصيدة طويلة:


قالت: أرى رجلاً في كفه كثف
أو يخصف النعل لهفي أية صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم
ذوو الحسان يزجي الموت والشرعا

وفي المثل: أبصر من زرقاء اليمامة، وهذا المثل يردده الناس قديماً وحديثاً مما يوحي بأن زرقاء اليمامة ليست قصة خيالية كما يزعم البعض، والشواهد عديدة حول ذلك، ولقد قال المؤرخون: واشتهر في اليمامة زرقاؤها وعرافها، وتغنى بها الشعراء في قصائدهم، ولقد قيل:


زرقاء ويحك لو تدرين ما فعلت
من بعدك الأرض أو طافت بأنوار
زرقا اليمامة لم تخطئ نواظرها
تحذر القوم من غازٍ وغدار
لله عينك يا زرقاء ما كذبت
لكن تباطأ القوم عن غدرات أشرار
ما خنت قومك لا بل كنت ملحمة
غنى بها الدهر في نثر وأشعار


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved