سخرت الولايات المتحدة ثقلها الدولي للحؤول دون إدانة اسرائيل في مجلس الأمن لارتكابها جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين، في تأكيد جديد على اطلاق يد اسرائيل لاسكات قادة المقاومة الفلسطينية، وفي مسعى آخر لإسكات كامل الشعب الفلسطيني بغرض تمرير مخططات التسوية التي تتفق والطموحات الاسرائيلية.
وفي المناقشات التي دارت في مجلس الأمن الدولي بشأن جريمة اغتيال الشيخ ياسين كان هناك اصرار أمريكي على الاشارة إلى هجمات حماس على إسرائيل وإلا فلن يصدر قرار يدين إسرائيل، كما أسهب المندوب الأمريكي في تعداد (المبررات) التي دفعت إسرائيل إلى ارتكاب جريمتها متناسياً أن إسرائيل هي التي تحتل الأرض وترتكب الفظائع كل يوم وان العالم كله أدان جريمتها إلا الولايات المتحدة.
تكرار هذه المواقف المساندة للاجرام الاسرائيلي من قبل الولايات المتحدة، يعني أن المزيد من هذه الفظائع ستحدث، وفي المقابل فان الفلسطينيين سيحاولون حماية أنفسهم وأرضهم وسيقومون بهجمات مضادة، ولهم كل الحق في ذلك لأنهم يعانون من الاحتلال ومن هذا التنكيل الذي يقع عليهم بصورة يومية وباستهتار بالغ من قبل القوة المحتلة.
وعلى المدى الطويل فإن استمرار هذا النهج في تدليل إسرائيل وتبرير جرائمها سيؤدي فقط إلى تعقيد القضية الفلسطينية، الأمر الذي سينعكس بصورة سلبية على مجمل الأوضاع في المنطقة بل في العالم أجمع.
ويعلم الكل ما يسفر عن تراكم الظلم على مدى السنين حيث يظهر ذلك في صورة سلوك متفجر يقض من مضجع العالم ككل.
مساندة الإرهاب الإسرائيلي بهذه الصورة تحط كثيراً من القيم الإنسانية التي بنيت على اساسها قواعد السلوك في التعامل الدولي، وذلك أمر ينذر بفوضى تضرب العالم من أقصاه إلى أقصاه، لأنه يتم تبني معايير دولية جديدة تسقط من حساباتها قيم العدل والخير ليصبح معيار القوة هو الذي يحدد أين يكمن الشر وأين يوجد الخير.
|