*دبي - وهيب الوهيبي:
توصل باحث مسلم إلى المطابقة شبه التامة بين ما ورد في القرآن الكريم حول مراحل خلق الكون وما قررته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) التي أعلنت أن أصل الكون يعود إلى غبار سديمي منه نشأت الأرض ثم توسعت وامتدت بعد ذلك وهو مايوافق النص القرآني الذي ينص على أن الأرض كانت دخانا ثم منه خلق الله الارض كما قال تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.
وفي بحثه الذي ألقاه في المؤتمر السابع لهيئة الإعجاز العلمي المنعقد في دبي وعنوانه: (مراحل خلق الكون بين العلم والقرآن) أورد الباحث مروان وحيد شعبان الذي يحمل شهادة الماجستير في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من جامعة الشارقة أن ابرز ظاهرة تميز بها العصر الحاضر هو عصر الاكتشافات العلمية، والثورة التقنية التكنولوجية، والإعجاز العلمي بناء على ذلك يعتبر أهم وسيلة دعوية تتلاءم مع معطيات العصر، ذلك لأن الإيمان بالله تعالى ما هو إلا ثمرة تحريك العقل واعمال الفكر قبل ان يكون مسألة عاطفية شعورية.
وفي تصريح ل(الجزيرة) قال الباحث مروان: ومما لا يخفى على أحد، أن الداعية ينبغي أن يتسلح بسلاح المنطق السليم والبرهان القويم، ليقيم الحجة ويثبت صدق دعوته، وإن السلاح العلمي المادي يعتبر من أقوى الأدلة المقنعة للمكلفين، ذلك لأنه مشاهد ومرئي ولا يستطيع أحد أن ينكره.. وإبراز مظاهر الإعجاز العلمي في هذا الصدد، والتي تتمثل في عرض الآيات الكونية العلمية مقارنة مع المكتشفات العصرية، لهو أعظم أسلوب يتفق مع ما توصل إليه الإنسان في هذا العصر.
وأوضح أن الذي يمعن النظر في آي القرآن الكريم، وما ورد مما صح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يلاحظ أن عدداً ليس بالقليل من الآيات والأحاديث توجه عقولنا لدراسة الآيات الكونية مع معطيات العلوم الإنسانية ليقف الإنسان بعد ذلك على مشاهد الجلال في كتاب الله تعالى حيث يتضح له السبق القرآني في ميدان إثبات الحقائق العلمية، وهذه الحقائق تتضح وتنجلي كلما تقدم العلم، وانكشفت استار الكون واتضحت غوامضه وبانت خفاياه، قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.
وفي سؤال ل(الجزيرة) عن أهم القضايا التي عرض لها في بحثه قال مروان: لقد عرضت لمراحل خلق الكون بين العلم والقرآن وحاولت أن أركز على ثلاث قضايا الأولى: عرض مراحل خلق الكون كما وردت مسلسلة في كتاب الله تعالى، وهي خلق الأرض أولاً غير مدحوة، وخلق السموات وتسويتها، ثم مرحلة دحي الأرض. واستمرار توسع الكون منذ اللحظة الأولى.
ويضيف: لقد بينت أن من قال بتقديم خلق السموات على الأرض، قوله مجانب للصواب، ومعارض لصريح النصوص القرآنية، ودافعه لذلك رغبة شديدة لتكييف نصوص القرآن مع النظريات والفرضيات العلمية وليس مع الحقائق.
ثم أكدت على أن أقرب وأصح النظريات العلمية التي تتحدث عن مراحل خلق الكون، هي نظرية الانفجار العظيم، وأنها لا تتعارض أبدا مع ما ورد في نصوص القرآن الكريم، وأن كثيراً من علماء الفلك اعتبرها حقيقة علمية وليست نظرية.
ولقد وثقت القضايا العلمية من مصادرها الأصلية، فكثير من الناس يقول: ثبت علمياً كذا وكذا، ولا يرد المسألة إلى كتب المختصين في مجالها، وهنا أسهبت في ذكر المصادر العلمية، وعرفت برواد علم الفلك المعاصر الذين لهم باع طويل في الدراسات والأبحاث.
وفي مداخلات للعلماء الحاضرين قال أحدهم عن الآية الكريمة: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} إن اليومين اللذين وردا في الآية يقصد فيها باليوم الحدث المهم أي الليل والنهار فهما حدثان مهمان كما تقول العرب يوم القيامة ويوم الفيل.. وأما أربعة الأيام المذكورة فيقصد بها الفصول الأربعة: الشتاء والربيع والصيف والخريف.!
|